«تذكرة إلى القدس» مواجهة للاحتلال الإسرائيلي
أخرجه مشهراوي وعرضه «القرين 16»
في إطار فعاليات مهرجان القرين الثقافي السادس عشر، قُدمت أمسية سينمائية فلسطينية عبارة عن جزأَين: الأول عرض لفيلم "تذكرة إلى القدس" والثاني محاضرة عن القدس في السينما.
بدأت فعالية السينما الفلسطينية بعرض فيلم "تذكرة إلى القدس"، إذ يجسد الدور الرئيسي في الفيلم الفلسطيني أسامة جبر (يجسد دوره غسان عباس)، يعرض الأفلام السينمائية ليجعل منها رسالة وهدفا وطنيا في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ويتنقل جبر بصعوبة بين المخيمات ومدينتي رام الله والقدس حاملاً معه آلة العرض السينمائية لعرض الأفلام، خصوصاً للأطفال وتلاميذ المدارس، فيواجه العراقيل عبر الحواجز الاسرائيلية، مما يجعله يتخذ طرقاً فرعية وبديلة هرباً منها حتى يستطيع إنجاز مهمته، فلا يهمه موضوع جني المال رغم وضعه المعيشي المتردي، لدرجة أنه اكتفى فقط بثمن الوقود عندما طلب منه مدير مدرسة في أحد المخيمات عرضا ثانيا للتلاميذ.جبر متزوج من سناء (تجسد الشخصية عرين عماري)، التي تعمل في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إذ تركت أهلها في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوب لبنان، لتعيش مع زوجها في مخيم قلنديا، سناء تدعم عمل زوجها معنوياً وتشد أزره.وتزداد حماسته الوطنية عندما يلتقي بمعلمة فلسطينية جاءت من القدس الشرقية إلى مدرسة في المخيم أعجبها موضوع عرض الأفلام على الأطفال، فطلبت منه أن ينظم الأمر بعينه في القدس الشرقية، لكن الصعوبة هنا تكمن في أنه يحتاج هناك إلى موافقة من وزارة المعارف الإسرائيلية، وهذا بطبيعة الحال لن يتحقق.ويبحث جبر والمعلمة عن مكان آخر غير المدارس ليعرض الفيلم، فيقع الاختيار على حوش منزلها الذي تقطن فيه مع والدتها المريضة، إذ احتله المستوطنون الاسرائيليون ولم يبقَ لهما غير غرفة واحدة، وقاموا بممارسات غير إنسانية ضدهما وعملوا على استفزازهما بشتى الطرق، فيتحقق الحلم وينتصر جبر والمعلمة على المستوطنين بعرض الفيلم بحضور كبير من الفلسطينيين. "تذكرة إلى القدس" يعتبر ثالث الأفلام الفلسطينية التي شاركت في مهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2002، وهو الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرج رشيد مشهراوي بعد فيلمَيه "حتى إشعار آخر" و"حيفا ".محاضرةوفي الجزء الثاني من الأمسية، عُقدت محاضرة حول القدس في السينما للناقد عماد النويري، وأدار الحوار د. أسامة أبوطالب الاستاذ في قسم النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية.وقد ذكر النويري ان أول فيلم سينمائي تم انتاجه في فلسطين عام 1935 من إخراج إبراهيم حسن سرحان، وكان عن زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود للقدس حيث تابع زيارته، وقد عرض الفيلم في سينما أمبير ثم قدم إبراهيم حسن فيلم "أحلام تحققت" عن الحرم القدسي.واعتبر النويري فيلم "القدس" الذي حققه الفنان التشكيلي فلاديمير تماري عام 1968، أول محاولة سينمائية تواكب ولادة زمن سينما الثورة الفلسطينية، وقد توافق انتاج هذا الفيلم مع محاولات لتقديم نشاط فني تعبيري، عن كارثة سقوط القدس في براثن الاحتلال، تلك المحاولات التي بلغت ذروتها الفنية في مرثية غنائية ملحمية حملت عنوان "زهرة المدائن"، قدمتها المطربة فيروز والأخوان رحباني وصاغها المخرج علي صيام في عمّان.