لبنان: تسليم 4 جثث… ومصير ضحايا الطائرة وصندوقها مجهول

نشر في 28-01-2010 | 00:00
آخر تحديث 28-01-2010 | 00:00
No Image Caption
الحريري يلتقي مبارك في القاهرة اليوم... و«14 آذار» أمام اختبار لقاء «البريستول» الأحد
استعاد المشهد السياسي حيويته تدريجياً في بيروت أمس، في حين لاتزال أنظار اللبنانيين شاخصة نحو عمليات الإنقاذ والمسح البحري، التي لم تحمل جديداً في اليوم الثالث على وقوع كارثة الطائرة الإثيوبية. وفي موازاة التوصل إلى هوية خمس جثث لضحايا لبنانيين، تواصل الأجهزة الرسمية وفرق الإنقاذ جهودَها لإيجاد هيكل الطائرة وصندوقها الأسود.

لم يحمل اليوم الثالث على وقوع حادثة تحطّم الطائرة الإثيوبية ما يطمئن أهالي الضحايا اللبنانيين والإثيوبيين، إذ لم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال أي جثة إضافية، ليتوقف عدد الجثث التي تم انتشالها منذ اليوم الأول، عند 14 جثة، وفقاً لوزارة الصحة، تم التعرف على هوية ست جثث منها، تعود لكل من الطفلين جوليا الحاج ومحمد كريك، وأنيس صفا، وطوني الزاخم، وحيدر المرجي، إضافة إلى حسن تاج الدين، الذي تم تشييعه أمس الأول.  

وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها فرق الإنقاذ والمسح البحري، اللبنانية والأجنبية، لم يتم العثور على أي إشارات تحدد مكان وجود صندوق الطائرة الأسود، الذي يشكل الفرصة الوحيدة لفهم الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع الحادث، في موازاة إشارة متحدث باسم الجيش اللبناني إلى إحراز "تقدم كبير" في عملية تحديد موقع الطائرة. وكشف المتحدث باسم الجيش، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "البحر كان محملاً بالرمال ما أعاق عمليات البحث بعض الشيء"، متوقعاً أنه "كلما تحسّن الطقس كلما كانت عملية السبر أفضل"، وفقاً لما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية من بيروت.

في موازاة ذلك، كشف وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة، انه تم انتشال أشلاء بشرية من البحر (عددها 20)، وجرى عزل كل جزء عن الآخر، ليصار إلى التعرف على كل منها، بعد إجراء الفحوصات اللازمة. وكانت عائلات حيدر مرجي وأنيس صفا وطوني الزاخم تسلمت جثث أبنائها بعد ظهر أمس، بعد ظهور نتائج الفحوصات الطبية، في حين رفضت عائلة الطفل محمد كريك تسلّم جثته، في انتظار العثور على جثة والده ليدفنا معاً.

وفد إثيوبي وزاري

إلى بيروت، وصل صباح أمس، وفد وزاري إثيوبي رفيع المستوى، اطلع من الرؤساء الثلاثة والوزراء المعنيين على آخر المعلومات المتعلقة بالكارثة الجوية وعلى سير التحقيقات بشأنها. ونقل وزير الخارجية الإثيوبي سيوم مسفن، الذي قدم تعازي بلاده الى المسؤولين والشعب اللبناني، عن الدولة الإثيوبية دعوتها إلى "استغلال هذه الحادثة المؤلمة لفتح فصل جديد من العلاقة بين البلدين من أجل العمل قدماً لتوطيد العلاقات الثنائية، خاصةً أن هناك أكثر من 40 ألف إثيوبي يعيشون في لبنان". ولفت مسفن الى أن الفريق الإثيوبي سيكون جزءاً من الفريق اللبناني للتحقيقات، وسيكون هناك أيضا فريق من الشركة المصنّعة للطائرة، وهذا بناء على القوانين الدولية للبحث في أسباب الحادث"، مشدداً على "ضرورة إيجاد الصندوق الأسود الذي سيكون المفتاح الأساسي للتعرف على أسباب الحادث".

متابعة رسمية

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي على آخر المعلومات عرض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مجمل الملفات السياسية المطروحة على بساط البحث ومقررات مجلس الوزراء في قضية الطائرة. واستحوذت كارثة الطائرة الإثيوبية على لقاء الأربعاء النيابي، إذ نقل النواب عن بري الإصرار الرسمي على مواصلة العمل من اجل العثور على جثامين الركاب الضحايا وانتشالها، وأن "لا وجوب لتطبيق قاعدة الـ72 ساعة في مثل هذه الحال، لأن الأولوية هي لإعادة جثامين أبنائنا إلى عائلاتهم بالدرجة الأولى".

زيارة القاهرة

واستعاد المشهد السياسي حيويته تدريجياً أمس، إذ انتقل رئيس الحكومة سعد الحريري وعقيلته لارا، إلى القاهرة في زيارة رسمية تستمر يومين، ومن المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك وعدداً من المسؤولين المصريين، لعرض تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين. ومن المتوقع أن يتخلل الزيارة توقيع بعض الاتفاقيات الثنائية، وفقاً لما أشار إليه السفير اللبناني في القاهرة خالد زيادة، الذي أوضح أنه في حال تعذر ذلك، فسيتم إرجاء توقيعها "لحين انعقاد اللجنة اللبنانية المصرية المشتركة التي سيتم تحديد موعدها خلال هذه الزيارة".

ذكرى "14 فبراير"

وفي سياق أبرز المواقف الصادرة في بيروت، كشف منسّق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد عن التحضير للقاء يُعقَد في فندق البريستول لكل قوى "14 آذار"، الأحد المقبل، سيخصص للدعوة إلى الحشد الجماهيري في الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء. وأشار الى أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، وعلى "رغم الخلاف السياسي الذي يفصلنا عنه اليوم، له أيادٍ بيضاء على انتفاضة الاستقلال وهو من مؤسسي مؤتمر البريستول"، موضحاً أن "ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري تجمع كل لبنان، وليس فقط النائب وليد جنبلاط".

back to top