بالتأكيد سيدور بخلد أي زائر للكويت أثناء مروره بشوارعها أن الكويت تعد من الدول الفقيرة لا بل «وتصعب على الكافر»، والسبب في ذلك سوء وقبح المباني الموجودة، وقدمها لدرجة أن المباني الموجودة والمشيدة حديثا، والتي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة تقع في إحراج كبير بسبب مجاورتها لتلك المباني المتهالكة والمخجلة، لا لقدمها ومظهرها فقط وإنما لسكن العزاب فيها، وما يقومون به من نشر غسيلهم ووضع أطباق الستلايت والتكييف الخاص بهم، أمام المارة تحديدا في شارع فهد السالم، وهو ما يجعلني أتساءل أين البلدية، من هذه المهزلة وأين اللوائح التي تمنع سكن العزاب؟ وأين القوانين واللوائح التي تلزم الدولة بتوفير المظهر الجمالي في البلاد؟

Ad

باختصار من لا يريد أن يبني عقاره «المعفن» فليتحمل تبعات ذلك، وعلى الدولة أن تقوم بتثمينه أو إلزامه بغرامة شهرية لا تقل عن 20 ألف دينار كويتي مع منعه من تأجير هذه المباني لأي عمالة كانت، لأن تلك الأبنية حولت مدينة الكويت إلى مدينة العزاب. ومن هنا يتعين على مجلس الوزراء الموقر إذا لم يستطع وضع حد لهذه المهزلة التخريبية، أن يغير عاصمة البلاد من مدينة الكويت إلى مدينة أخرى كالسالمية مثلا المليئة بالمباني الجديدة على الأقل.

بإمكان السيد مدير عام البلدية أو حتى نواخذته المساعدين أو حتى القبطان وزير البلدية أن يتقدموا بمشروع تنظيمي بوضع لائحة لفرض الغرامات بمقدار 20 ألف دينار وإخلاء العقارات الواقعة في المدينة من العزاب، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالبلدية سمحت ببناء ناطحات السحاب، لكنها لم تستطع وللأسف طرد المخربين في العاصمة، فمن كان يشاهد الكويت وضواحيها في الثمانينيات يعرف الفرق جيدا، كيف كانت وكيف أصبحت!

باختصار المطلوب قانون أو لائحة لتجميل الكويت من عمرانها ومبانيها وفرض غرامات باهظة على من يرفض ذلك، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء، الذي بدوره سيعطي كل ذي حق حقه.