أكد طلبة الجامعة أن جعل عمادة القبول والتسجيل الفترة المسموحة للطالب بعد انقضاء موعد تسجيله المسبق ثلاثة أيام فقط، لتعديل ما قد سجله أو إضافة ما قد فاته، يحد حريتهم في اختيار المقررات المناسبة.

Ad

تميزت جامعة الكويت قبل سنوات بكونها أول مؤسسة تعليمية في البلاد تستحدث طريقة تسجيل المقررات الدراسية قبيل كل فصل دراسي عن طريق شبكة الإنترنت، للتخلص من عبء تنقل الطلبة بين الكليات والأساتذة من اجل الحصول على التواقيع المختلفة عبر طريقة روتينية مملة للتسجيل في المقرر.

وكالعادة، لاقت خدمة التسجيل عبر الانترنت مشاكل جمة منذ اطلاقها، رغم محاولات عمادة القبول والتسجيل المستمرة في تحديثها، وكانت الطريقة المعتمدة في نظام تسجيل الطالب في الجامعة في الأعوام الأخيرة تقوم على ارسال الجامعة رسالة قصيرة للطالب عبر الهاتف النقال تخبره بموعد تسجيله، ومن ثم يدخل ويسجل المواد في نفس التاريخ، مع إتاحة فرصة التسجيل حتى اليوم الاخير قبل بدء الدراسة في الفصل التالي.

 وفي بداية السنة الدراسية الحالية 2009/2010 قامت عمادة القبول والتسجيل وعلى رأسها د.مثنى الرفاعي بعد الضغط الكبير الذي لاقته العمادة جراء الحملة التي شنها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة عن نظام التسجيل، بإقرار تنظيم جديد بجعل الفترة المسموحة للطالب بعد انقضاء موعد تسجيله المسبق ثلاثة أيام فقط، لتعديل ما قد سجله أو إضافة ما قد فاته، ويتوقف تسجيله حتى إعطائه موعدا ثانيا مسبقا ولمدة يوم لتعديل جدوله الدراسي، رغم ان الطلبة كانوا يشكون بطء نظام التسجيل وهو مفتوح على مدى ايام طويلة، فما هي الحال الآن والتسجيل مقتصر على خمسة ايام فقط؟!

"الجريدة" تجولت بين الطلبة في جامعة الكويت لمعرفة آرائهم عن طريقة التسجيل القديمة والجديدة، وعن تفضيلهم للطريقة الأنسب والمشاكل التي يواجهونها، فجاءت آراؤهم كالتالي:

فضّل الطالب في قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية محمد القيسي النظام القديم لوجود فترة أطول من الأيام تسمح للطالب بالصبر على مشاكل التسجيل، مشيرا إلى صعوبة التسجيل بالموقع ووصفه بـ"غير المريح" بسبب تقييده للطالب بوقت لا يسمح له بمقارنة أساتذة المقررات ومعرفة ما يحتاجه للفصل القادم.

وتمنى القيسي جعل التسجيل عن طريق الصالة المخصصصة للتسجيل وبوجود موظفات صاحبات الخبرة لمعرفة ما قد يساعد الطالب، موضحا أن التعديل الجديد ضيق حرية الطالب أكثر مما هي مقيدة بإعطائه ثلاثة أيام قد تذهب بسبب ظرف بسيط وتتأخر عليه عميلة تكوين الجدول، إضافة إلى أن هذا التعديل لم يحرك ساكنا في مشكلة الشعب المغلقة التي سببها تزايد أعداد الطلبة وبالمقابل ثبات أعداد الأساتذة من غير زيادة.

أما الطالب في قسم نظم المعلومات الجغرافية عبدالرحمن العجمي فقال إن التسجيل الرقمي خدمة حضارية ولكن الفترة المسموح بها في المواعيد المسبقة غير كافية ولا تجعل الطالب يبحث عن المواد الجيدة والأساتذة المفضلين، والتعديل للأسف أخفى بريق هذه الخدمة.

 وأضاف العجمي "كان من الأجدر أن يكون هناك تعديل على الخدمة لجعلها تحد من الشعب المغلقة التي تتسبب بها كثرة عدد الطالبات عن الطلاب مما يضيق عليهم فرص الحصول على المواد.

نظام جيد

من جانبه، أكّد  حمد العجمي من قسم الجغرافيا أن نظام التسجيل بالانترنت نظام جيد وممتاز وعمل على راحة الطالب ووفر عليه التكبد لعناء المشوار والتعب في تسجيل الصالات، إلا أن التعديل الجديد غير منصف، وتمنى جعله مفتوحا كما كان، لتجنب إضاعة المواد المحتكرة لدى بعض الأساتذة وقلة المواد المتوافرة بالفصل الدراسي.

وترى الطالبة في كلية العلوم الاجتماعية منيرة المنيع أفضلية في التسجيل بالموقع لحرية الاختيار بعيدا عن فرض العمادة لتسجيل ما هو غير مرغوب والذي يحدث جانبا في حال الجلوس مع موظفات التسجيل المتأخر "الباي فورس"، ولكن "الحلو ما يكملش" فالتعديل الجديد قيد حرية إعداد الجدول بفترة زمنية غير عادلة وإن كانت العمادة تظن أنها بهذا التعديل ستقضي على مشكلة الشعب المغلقة فمن الأجدر أن تعلم ان المشكلة سببها نقص الأساتذة الموجودين والتطبيق السيئ لقانون منع الاختلاط، وهو ما أيدته فيه هيا الفارس الطالبة بالاجتماعية أيضا حيث قالت إن التسجيل نوعا ما جيد لأنه من المريح التسجيل وأنت بالبيت ومع فترة مفتوحة غير مقيدة بوقت معين.

فاشل

أما الطالب في قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية ناصر الهلالي فقد وصف النظام بـ"الفاشل"، مبينا أنه من المفروض إبلاغ الطلبة بالنظام الجديد قبل تطبيقه أو عمل استفتاء عليه بالموقع لمعرفة قبوله قبل التطبيق.

وأوضح أنه يجب إعطاء الطالب حرية تعديل الجدول متى يشاء حتى بداية الفصل الدراسي، أما الشعب المغلقة فحلها ليس بعملية تنظيمية إنما بحل جذري يتمثل في عدم جعل الأستاذ يختار بحرية مطلقة عدد الشعب التي يريد ان يدرسها في الفصل وموعدها وعدد المقاعد.

وأكد زميله خليفة الجيران فشل الموقع بسبب عدم إيجاد حل للضغط الذي يتعرض له بسبب الأعداد الهائلة في الجامعة وما يسببه من بطء العملية التي قد تجعل الساعة والنصف لا تكفي ابدا ويأتينا التعديل الجديد الذي جعل الصعب أصعب، إضافة إلى عدم مناسبة المواعيد للظروف الدراسية، فقد تكون في موعد امتحانات أو محاضرات متأخرة في فترة العصر، وطالب الإدارة الجامعية بإيجاد حل لبعض الأساتذة الذين يحددون عدد المقاعد بما يريحهم ويناسبهم من التفكير في ظروف الطلبة.

ولم تذهب فاطمة الطالبة بقسم المحاسبة بالإدارية بعيدا عن وصف التسجيل بـ"الفاشل" أيضا بل والظالم بعد التقييد الجديد ولأنه بعد ثلاثة أيام قد تفتح شعب جديدة كانت مغلقة فكيف للطالب التصرف في مثل هذا الموقف بعد انتهاء فترة تسجيله بالإضافة إلى عدم تمكن النظام الجديد من حل مشكلة الطلبة المتزايدة وثبات عدد الشعب المفتوحة بثبات عدد الأساتذة.

إضافة للتحسين

واقترح يوسف العتيقي الطالب بقسم المحاسبة في الإدارية إضافة خدمة المحادثة "live chat" مع المرشدين الأكاديمين في حال احتيار الطالب أو الاستشارة في التسجيل ليكون الموقع ممتازا ولا ينقصه اي نقيصة، مبينا أن التعديل الجديد غير منصف لأنه لن يساعد في حال تعرض الطالب للظروف مما يفوت عليه فرصة التسجيل، فقد كان الطالب في السابق يستطيع التسجيل وإن تأخر أسبوعا، بالإضافة إلى ان الشعب المغلقة باقية ما بقي التطبيق السيئ لمنع الاختلاط.

من جانبها، أبدت إيمان أحمد امتعاضها من نظام تسجيل الطالب ووصفته بالمعرقل للطالب بدلا من مساعدته وتسهيل أموره الأكاديمية في إعداد جدوله الدراسي، بسبب تفويته لفرص عديد قد تجعل تخرج الطالب أسرع وأسهل، كما أن التعديل الجديد زاد من فشل الموقع والأيام الثلاثة لا تكفي أبدا لانتظار مادة قد تتقلص قائمة انتظارها أو مغلقة وقد تفتح شعب غيرها، فأطالب العمادة بجعل الطالبات يسجلن مع الطلبة بسبب أغلبيتنا.

 ناجح ولكن!

من جهتها، قالت ضحى الوزان الطالبة بقسم إدارة نظم المعلومات في كلية العلوم الإدارية إن النظام بطيء جدا وكثير التوقف ولدقائق ليست بالقليلة مما يؤدي إلى ضياع وقت الطالب في التسجيل، مشيرة إلى أن هناك بعض الخدمات غير المجدية في الموقع مما يعمل على ثقل التحميل، فبدلا من تغيير فترة التعديل المفروضة بالأيام الثلاثة غير العادلة يجب جعله حرا أو أن يتم تغييره جذرياً.

 واتفقت معها ريم الهاجري الطالبة بكلية البنات حيث أوضحت ان الموقع بطيء جدا ولا تنفع معه السرعات الجديدة في اشتراكات الإنترنت لافتة إلى أنه يحتاج إلى الصيانة المستمرة، لا سيما أن التعديل الجديد سيظلم الكثير من الطلبة.

ورأت سارة القعود نجاحا باهتا للموقع بسبب تخفيفه الضغط في فترة التسجيل بالمواعيد المسبقة، ولكن من غير التعديل الجديد لحرمان الطالب من التسجيل لمقررات قد تفتح في فترة "المنع"، وناشدت العمادة والإدارة الجامعية إيجاد حل لمشكلة الشعب المغلقة التي سببها قلة الأساتذة مع تزايد الطلبة سنويا وسياسة منع الاختلاط.

قلة المواد

أما مروة الكندري الطالبة بقسم الإعلام في كلية الآداب فقد وصفت النظام بالجميل والمريح ولكن من غير مواد متوافرة بشكل كاف، والتعديل الجديد غير منصف لأنه من اللازم ان يكون هناك مجال للطالب للتفكير في المواد الراغب فيها مع الضغط الهائل ويجب إفساح المجال لهم حتى الـ"باي فورس".

وفي حين رأى سعد العجمي الطالب بالعلوم السياسية في الاجتماعية أفضلية  وجود الموقع عوضا عن الذهاب إلى صالة التسجيل المتعبة دائما بالوقوف خارج صالة التسجيل وتحت أشعة الشمس الحارقة في اغلب مواسم السنة باستثناء فترة الشتاء بسبب قلة عدد مقاعد الانتظار التي لا تتحمل أكثر من 50 طالبا، أشار إلى أن التعديل الجديد غير عادل أبداً لأنه يجبر الطالب على ان يكون في وقت محدد في حين يجب ان يكون مفتوح، ومن الأفضل زيادة عدد الأساتذة.

وقالت شذر صالح الطالبة بكلية الهندسة والبترول إنها تفضل الموقع بسبب مساهمته في تخفيف الضغط في التسجيل عن طريق مواعيد مسبقة وموزعة بالإنصاف حسب المقررات المجتازة ولكن ليس بالإضافة التنظيمية الجديدة لأنها قد تعكس التيار وتحول تخفيف الضغط الى عبء وثقل على الطالب والشعب المغلقة خارجة عن السيطرة بسبب تزايد الطلبة مقابل نقصان عدد الأساتذة.

الكندري: حملة الاتحاد بشأن نظام التسجيل حققت 50% من أهدافها

أعلن رئيس الهيئة الإدارية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع الجامعة عمار الكندري أن حملة الاتحاد بشأن نظام التسجيل، نظراً إلى المشاكل العديدة التي واجهها الطلبة طالبت بالعمل على تطوير النظام تماشياً مع متطلباتهم واحتياجاتهم أثناء عملية التسجيل.

وأوضح الكندري أن تلك الحملة قد آتت ثمارها عبر تحقيق أكثر من 50 في المئة من تلك المطالبات بإصلاح وتسريع نظام التسجيل، تلبية لرفع الضغوط المتزايدة لزملائنا الطلبة، مما أتاح استقبال أكثر من 5000 آلاف طالب بعدما كان يستقبل ما يقارب 600 طالب في نفس الوقت، وكذلك جعل سحب المواد عن طريق الانترنت حفاظاً على وقت وجهد الطالب وترشيداً للنفقات المادية، وأخيرا عدم إزالة مواعيد الاختبارات قبل الاختبارات النهائية ويجب ألا تزال المواعيد إلا بعد الانتهاء من الفصل الدراسي حيث كان عدد كبير من الطلبة يضيع الوقت في البحث عن قاعة الامتحان أو موعد امتحانه النهائي ولا يستطيع إيجاده بموقع نظام المعلومات فيضطر إلى التوجه إلى القسم العلمي أو سؤال كل من يمكن أن يعرف.

ولفت الكندري بخصوص إزالة المواعيد من الجدول الدراسي إلى أنه كان يحدث في السابق وعندما يريد الطالب التسجيل في أي من الفصول الدراسية وقبل الاختبارات النهائية لا يجد أي معلومات على النظام بخصوص تلك الاختبارات النهائية، أما الآن وبعد إضافة العديد من التعديلات على النظام أصبح الطالب يجد تلك المواعيد بالساعة والتاريخ واليوم والقاعة وعدم تعارضها مع أي تسجيل وبالتالي عندما يفتح الطالب نظام المعلومات يجد المواد التي سجل بها وأيضاً مواعيد الاختبارات النهائية ودون حذفها وهذا ما يحدث ولأول مرة بالجامعة.

واختتم الكندري تصريحه بالقول إن هذا الانجاز جاء من منطلق حرص الاتحاد على مصلحة الطلبة بالجامعة، ودعما لكل ما يصب ويخدم تلك الشريحة الطلابية التي لن نتوانى عن تحقيق كل ما يساهم ويصب في مصلحتهم ويساعدهم في استكمال مسيرتهم بالجامعة دون وجود أي مصاعب أو عراقيل أو مشاكل تؤخرهم عن تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، منوهاً في ذات الوقت بأن هذا الانجاز يضاف لمسيرة الانجازات التي ساهم الاتحاد في تحقيقها للطلبة على مدار العام والأعوام السابقة وعالجت العديد من تلك المشاكل وتلك المصاعب واعداً الجموع الطلابية بالسعي الدائم لتحقيق المزيد والمزيد لهم وبهم وستتم إضافة باقي التحركات على النظام الجديد بإذن الله عز وجل.