الوعي النقابي لدى طلبة الجامعة بين التناسي والإهمال

نشر في 14-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2010 | 00:01
الاتحاد والقوائم الطلابية يكتفيان بالخدمات لتحقيق مكاسب انتخابية
تلاشت المفاهيم النقابية السليمة بشكل شبه كلي عن الساحة الانتخابية في جامعة الكويت في الوقت الحالي، لاقتصار عمل المعنيين بتثقيف الطلبة على تقديم الخدمات ولا شيء غيره.

العمل على نشر الوعي النقابي السليم بين جميع الطلبة احد الاهداف التي يعمل عليها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بحسب لائحة الاتحاد الداخلية، فالاتحاد من المفترض ان يضطلع بنشر الوعي النقابي بين الطلبة، فهل يقوم الاتحاد فعلا بهذه المهمة بالشكل الصحيح أم أنه تنازل عنه للقوائم الطلابية التي انشغلت عن القيام به وسط خضم الخدمات الذي ترغب في تقديمه للطلبة بعيداً عن تثقيفهم نقابياً.

الواقع يقول إن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت تناسى هذا الدور المهم، ولم يحمل على عاتقه مهمة توعية الطلبة نقابيا بمن فيهم القوائم الطلابية، تاركا خلفه أهم الاهداف التي وضعها مؤسسو الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، واهتم قياديوه على مدى ثلاثين عاما بقائمة من الإنجازات المتقطعة والوعود المتكررة.

وتعتبر الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت أعلى سلطة للاتحاد في غياب المؤتمر العام للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، لذلك فمهمة الاتحاد بهيئتيه الإدارية والتنفيذية هي توعية الطلبة بأهمية الهيئة التنفيذية ودورها بالإضافة إلى دستور الاتحاد وهو ما يعد عملاً مهماً وواجباً لا بد منه بحسب ما تنص عليه لائحة الاتحاد الداخلية.

اتحاد تحركات

ولا يخفى على أحد أن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بهيئته الإدارية أصبح مقتصرا على التحركات الاكاديمية والاجتماعية، وابتعد عن اهدافه الكثيرة التي من المفترض ان يعمل عليها، كتوعية جميع الطلبة نقابيا بالإضافة إلى توثيق الروابط بين الاتحاد والمنظمات الشعبية في الكويت، وهما الامران اللذان أصبحا في مؤخرة اهتمام الاتحاد ان لم يكونا  خارجه.

فلا يعقل أن يجهل نصف طلبة جامعة الكويت الهيئة التنفيذية والمهام الموكلة إليها وقصرها على معرفة وجود اتحاد فقط، هذا بالإضافة إلى عدم وجود وعي يعتد به في المفاهيم النقابية لدى الطلبة سواء في الجامعة أو بين طلبة الابتعاث الخارجي، والادهى والامر ان يجهل منسقو القوائم الطلابية في جامعة الكويت العديد من الامور النقابية مما ينعكس على الطلبة، وسط اهتمام القوائم بتقديم الخدمات بحثا عن كمية الأصوات التي ستعود عليها.

لماذا؟

قد يتساءل أحد عن السبب الحقيقي وراء تناسي الاتحاد والقوائم الطلابية لهذا الدور المهم، ان كان بقصد أو بغير قصد، وبينما ستكون الاجابة لدى الأشخاص المسؤولين على المهمة انفسهم، فعلى ما يبدو اتخذ قياديو الاتحاد والقوائم الطلابية طريق "الفوز" الأسهل بالتركيز على عامل الخدمات وترك الوعي النقابي بعيدا حتى لا يكون للطلبة النظرة الأسلم في اتخاذ قرار التصويت على أساس نقابي صحيح وترك الخدمات التي ستقدمها جميع القوائم في حال فوزها كونه أمرا ملزما لها وواجبا محتما عليها.

ان مسألة الوعي النقابي لا تقتصر على ذهاب الطالب لقاعات التصويت واختيار الممثل الأفضل من وجهة نظره، بل متى ما وجد الوعي النقابي لدى الطلبة يصبح الاتحاد بأي قيادة قد تتولاه أقوى ويحتفظ بدور أكبر وجاد سواء كان ذلك على الساحة الطلابية أو الساحة الكويتية ايضا، فالطالب إذا ما امتلك الوعي النقابي وعلم مدى أهمية مثل هذه العمليات النقابية سيكون بمقدوره متابعة الاتحاد خطوة بخطوة ومحاسبته على مدار العام دون انتظار جمعيات عمومية تعقد سنويا لذر الرماد في العيون.

فالحقيقة التي لا يمكن أن تغيب عن جميع مراقبي الساحة الانتخابية هي أن جمعيات الاتحاد العمومية العادية التي تجري بشكل سنوي بعيد انتهاء العام النقابي، أصبحت تقتصر على اعضاء الاتحاد ومؤيدي القائمة التي تقود الاتحاد منذ ثلاثين عاما، والسبب يرجع إلى ضعف الوعي النقابي عن اهمية مثل هذا الامر، وهو الدور الذي من المفترض ان يقوم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت والقوائم الطلابية على حد سواء بالتوعية به.

الإشهار والوعي

ان كنا نطالب بضرورة اشهار الاتحاد الوطني لطلبة الكويت لضمان وجود شرعي وقانوني للاتحاد، فإن الطالب الواعي نقابيا يستطيع تأدية دور بطاقة الإشهار حتى إن لم يحصل الاتحاد على اشهاره الرسمي، فهذا الطالب سيقوم بتتبع خطوات الاتحاد ومعرفة ما يقوم به من خطوات وتحريك دوره ليتخطى أسوار الحرم الجامعي، فلا يعقل على مثل الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ان يغيب عن التحركات الشبابية الكثيرة في الكويت والتي تنادي بوضع أفضل على عدد من المستويات، كحركة "نبيها خمس" التي قادها طلبة الجامعة باقتدار دون اي تحرك يذكر من الاتحاد "الخدماتي" وان اكتفى بتصريح للتعبير عن تأييده هذا التحرك، ونحن هنا لا نتكلم عن ضرورة تحرك الاتحاد نحو الدفع نحو الدوائر الخمس، بل من الممكن ان يكون لقيادييه رأي مخالف لهذه الدوائر بل نتحدث عن قضية التحرك والخروج إلى الشارع كمبدأ.

فاتحادات الطلبة في البلدان الأخرى دائما ما يكون لها يد في اي تحرك او اصلاح يجري داخل هذه البلاد، لامتلاكها شريحة كبيرة من الطلبة الواعين لدور الاتحاد على عكس ما يجري في اتحادنا الوطني الذي لن يألو جهدا للتصريح بفتح شعب او معارضته للاختلاط داخل الجامعة كما يطلق عليه، ولكن هل باستطاعته ان يقوم بدورة نقابية يدعو فيها الطلبة للحضور والتعرف على الامور النقابية مثلا؟... الاجابة بكل تأكيد لا!

حتى القوائم الطلابية نفسها التي تقوم بعمل دورات نقابية على مدار العام كالقائمة المستقلة والوسط الديقمراطي، تقوم بذلك من أجل توعية أعضائها العاملين أولا، ومن أجل معرفة الطالب نفسه بتاريخ ونقابيات القائمة نفسها دون ضرورة الالمام بعمل النقابات بشكل عام، فإن سألت احد المنتمين إلى هذه القوائم عن معنى عمل نقابي او نقابة فعلى الأغلب لن تحصل على إجابة وافية.

ما هو الحل...؟

دورات نقابية، نشرات نقابية، وغيرها من أمور من الممكن ان يقوم بها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت من أجل نشر الوعي النقابي بين صفوف الطلبة قدر الامكان، وهو ليس بالامر الصعب، فالطلبة أنفسهم ملوا الانتخابات الطلابية التي من المفترض ان تكون انتخابات مصغرة لانتخابات مجلس الامة، بسبب ضعف قيادات الاتحاد الحالية واقتصار عملها على التصريحات الصحافية الواحد تلو الاخر، وترك احد اهداف انشاء الاتحاد وهو نشر الوعي النقابي السليم بين صفوف الطلبة.

الساحة الانتخابية في جامعة الكويت تحتاج إلى نفضة نقابية من الدرجة الكبيرة لتعود إلى العهد الذي بدأت عليه، خاصة ان طلبة الجامعة اليوم هم ناخبو مجلس الأمة في الغد.

back to top