لو جمعنا أموال التاجر "الضبعة" كلها، وبعنا أثاث منزله، وسيارته، وساعة يده، وموبايله، ونظارته الشمسية، لما حصلنا على ربع ثروة الزميل جاسم بودي، اللهم لا حسد، التي جمعها تحت ضوء الشمس، ومع ذلك، نجد أن أبا مرزوق يمتلك قناة فضائية واحدة وصحيفة يومية واحدة وخدمة رسائل إخبارية هاتفية واحدة، فقط، في حين تسعى الضبعة إلى الاستحواذ على النتروجين المنتشر في الغلاف الجوي لتضمه إلى الأكسجين والهيدروجين والهليوم التي استحوذت عليها كلها، وهي لاتزال ترتدي نظارتها الشمسية وساعة يدها وتستخدم موبايلها. شلون؟!

Ad

الضبعة، استدعت الليل والعتمة وتفادت القمر ومواقع النجوم أثناء اجتماعها مع بقية الضباع للنقاش والتخطيط! وتحت قشرة الأرض، بجانب المياه الجوفية، صاغت الضباع بروتوكولاتها الخبيثة، واعتمدت الخطة: "نمتدح رئيس الحكومة في سطر واحد بحبر مغشوش، ثم نبدأ رحلة النهش في لحم البلد"...

وانطلقت الضبعة بحثاً عن الانتشار الإعلامي الشرس فراحت تشتري السلعة التي يعادل سعرها خمسين ديناراً بثلاثمئة دينار، والتي بمليون تشتريها بعشرة ملايين، في سباق محموم مع الزمن، وما من قناة فضائية كويتية إلا واشترتها الضبعة، أو امتلكت حصة فيها، أو على الأقل ساومت ملاكها فرفضوا، إلا ما ندر، بما في ذلك قناة متخصصة في شعر أهل البادية. لمَ كل هذا؟ لمَ لمْ تكتفِ بصحيفة واحدة كما فعل الزميل محمد الصقر والنائب خالد السلطان اللذان يفوقان الضبعة ثراء؟ وحتى لو كان الطموح يدفعها بقسوة فلمَ لمْ تكتفِ بقناة وصحيفة وخدمة رسائل هاتفية كما فعل الزميلان، جاسم بودي، كما ذكرت، وخليفة علي الخليفة؟ ثم ما هذا التدفق الفجائي الرهيب؟ وما هي الروافد التي تغذي النهر المسموم الذي تجاوز النيل في طوله والأمازون في عرضه؟ ومن أين ينبع النهر المسموم هذا؟ وأين سيصب؟ وهل سيتوقف عند حدود الكويت أم سيتجاوزها إلى السعودية وبقية دول الخليج، كما جاء في أحد مانشيتات صحيفة الضبعة قبل أيام: "السعودية تقطع الكهرباء عن مسجد شيعي"؟!... أسئلة تلفها العتمة وتحتاج منا إلى اجتماع تحضره الشمس، قبل أن يجرفنا النهر أو يسممنا بأسماكه.

وإذا كانت بروتوكولات الضباع استندت إلى "رخوية" بعض القيادات الحكومية، التي أفسحت لها الطريق وهي ترفع شعار "يا الله السلامة"، فستدور الضباع على الرخويات عندما تنتهي من حروبها مع السباع، إذ لا يردع الضبعةَ حياءٌ ولا شهامة، وويل لمن صادقها وأمِن جانبها، ونام وهي خلف ظهره. وأخشى أن نترحم – بعد سنوات ثلاث فقط – على كويت عام 2008، وهو العام الذي برزت فيها أنياب الضبعة.

الأمر اللافت، أن الضبعة ترعى بعض الأتباع، وهي من فصيلة تختلف عن فصيلتها. وهي عند الحاجة تطلق أتباعها لتنهش كل ذي ثوب أبيض. لكننا لن نلتفت إلى الأتباع، بل إلى الضبعة الرقطاء، وسنحرقها بشمس القلم، لتشمت بها الثعابين في جحورها، والأسماك في بحورها، والجثث في قبورها.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء