رفعت جهات أمنية رفيعة في مصر تقريراً سرياً عاجلاً يتناول نشاط ما يعرف بـ"اتحاد القذافي"، الذي يمارس نشاطاته في محافظتي الفيوم ومرسى مطروح الملاصقة للحدود مع ليبيا.
وتضمن التقرير مخاوف أمنية مصرية من تصاعد دور الاتحاد، الذي يضم بحسب التقديرات ما يقرب من مليون مصري ممن ينتمون إلى قبيلة "القذافي" في مصر ومصاهريها من بعض القبائل والعائلات المنتشرة في بعض المناطق الريفية والصحراوية في المحافظتين المذكورتين.وذكرت مصادر أمنية لـ"الجريدة" أن بعض المؤسسات الأمنية العليا رصدت نشاطاً غير مسبوق للاتحاد، الذي يقع مقره في محافظة الفيوم، وأشارت إلى أن التقرير المبدئي تضمن حقائق وصفت بـ"المخيفة من الناحية الأمنية".وبحسب المصادر لفت التقرير الى أن الاتحاد الذي يشرف عليه منسق العلاقات المصرية- الليبية أحمد قذاف الدم يتمتع بموارد مالية كبيرة، ويمنح أعضاءه أموالاً لتأسيس مشروعات تجارية وبناء منازل فارهة، وهو ما دفع الجهات الأمنية إلى البحث عن الأهداف التي تدفع الجماهيرية الليبية إلى إنفاق كل هذه المبالغ "بشكل سري" على مواطنين مصريين.وأشارت المصادر إلى أن من بين "الحقائق الغامضة" التي رصدها التقرير سعي أعضاء الاتحاد إلى استقطاب مواطنين ينتمون إلى عائلات كبيرة، من حيث عدد الأفراد والسطوة في الفيوم ومرسى مطروح والسلوم للانضمام إلى الاتحاد.وأكدت أنه تم بالفعل ضم أعداد كبيرة من أبناء عائلات الشهاينة والهديلة ودياب وشعلان والبيطار والقذاذفة (التي ينتمي إليها الرئيس الليبي) والرماحية والعطلاوية والفقي في الفيوم، وعائلات أبوزيد والزعيري وأولاد علي الحمر وميهوب والزعفراني والزيداني والتونسي واليزيدي والزعيرات والعزايم في مرسى مطروح والسلوم.وقالت المصادر إن قيادات الاتحاد ذوي الجنسية الليبية يدربون كبار رجال العائلات ومشايخ القبائل المنتمين إلى الاتحاد على استقطاب الشباب بطريقة عمل "الدوائر" بحيث يُكلَّف كل فرد إقناعَ خمسة شباب بالانضمام، ثم يكلف كل فرد من الخمسة المستقطبين أخيراً إقناعَ خمسة أفراد جدد، وهو ما ساهم في وصول عدد أعضاء الاتحاد إلى مليون مصري في حين لم يتجاوز عدد أعضائه في يونيو 2009 أكثر من 100 ألف فرد.وقد تأسس "اتحاد القذافي" في الفيوم عام 1996، وضم في عضويته في ذلك الوقت عائلة القذافي المصرية المنحدرة من عائلة القذافي الكبرى في الجماهيرية الليبية، التي زحفت إلى مصر عام 1860، وتضم نحو خمسة آلاف مواطن مصري، بالإضافة إلى نحو عشرة آلاف مواطن مصري ينتمون إلى عائلات ترتبط بعلاقات نسب ومصاهرة مع "القذاذفة".وأوضحت المصادر الأمنية لـ"الجريدة" أن الجهات الأمنية بدأت تنتبه لنشاط الاتحاد عام 1998 عندما توجه مؤسس الاتحاد الشيخ مجاهد القذافي إلى ضم عائلات مرسى مطروح والسلوم بعد أن التقاهم الرئيس معمر القذافي في مدينة مرسى مطروح، ونجح في استقطاب شيوخ عشر قبائل بدوية، كما زار زعيم الثورة الليبية معمر القذافي مقر الاتحاد عام 2000.وفي عام 2004 رصدت الأجهزة الأمنية استيلاء بعض أبناء العائلات البدوية على مجموعة أراض تابعة للدولة في محافظة الفيوم، استرجعتها بعد ذلك سلطات المحافظة بالقوة، وبعد شهرين تقريباً أعلن أحمد قذاف الدم مع مجموعة من المستثمرين المصريين شراء الأراضي التي انتُزعت، وبعد تسجيلها باعها المستثمرون للبدو الذين انتُزعت منهم.ورصدت الأجهزة الأمنية كذلك، بحسب المصادر، في عام 2005 إعلان أحمد قذاف الدم أن الرئيس القذافي يدعم الاتحاد لدى الدولة المصرية، وأنه تدخل بشكل شخصي لدى الرئيس حسني مبارك من أجل عدم التضييق الأمني عليه.
آخر الأخبار
القاهرة تتخوف من «اتحاد القذافي»: يضم مليون مصري... ويمنح مساعدات كبيرة
30-06-2010