قَصَّ ذَوائِبَها الحَطّابْ.

Ad

جَرَّدَها مِن كُلِّ ثِيابْ.

هذَّبَ بالمِشرَطِ سُمنَتَها

حتّى ثابَتْ لِرشاقَتِها

واستوفَتْ سِحْرَ أناقَتِها

بِرداءِ العُرْيِ الخَلّابْ!

لَمْ تَتألَّمْ

كانَتْ تَعلَمُ وَهْيَ تُقَلَّمُ

أنَّ عُذوبَةَ طَعْمِ الآتي

سَتُعَوِّضُ عن كُلِّ عَذابْ.

كانَتْ تَحلُمُ أن تَتَمرّى

في أضواءِ المُدُنِ الكُبرى.

أن تَبرأَ مِن آخِرِ ذِكرى

لِظلامِ وَإيحاشِ الغابْ:

(سَنكونُ نَوافِذَ مَدرَسَةٍ..

سَنكونُ مَقاعِدَ طُلّابْ.

لا.. بَل سَنَكونُ أراجيحْ

أو أعمِدةً لِمَصابيحْ

أو رُكناً داخِلَ مكتَبَةٍ

لُحمَتُهُ أعيُنُ قُرّاءِ

وَسَداهُ ضَمائِرُ كُتّابْ!

سَنكونُ لِمنُقَطِعٍ جِسراً..

بَل أدراجاً تَكتُمُ سِرّاً

في ظِلِّ حِمايَةِ دُولابْ.

ماذا لَو صِرنا أبواباً؟

ما أروَعَ عَيشَ الأبوابْ!

هِيَ بَينَ الصَّفْقَةِ والصَّفقةِ

تَستَروِحُ فَوقَ الأعتابْ

عِطْرَ لِقاءاتِ الأحبابْ).

كانَتْ تَحلُمُ..

لكنْ هل تَنجو الأخشابْ

مِن غَدْرِ الحُلُمِ الكذّابْ؟

**

حِينَ أفاقَتْ ذاتَ صبَاحٍ

شَهِدَتْ في ضَوءِ المَدَنيَّةِ

ما غابَ بِظَلْماءِ الغابْ:

وَجَدَتْ أذرُعَها مُوثَقَةً

تَتأوَّدُ مِن ثِقْلِ حِبالٍ

تَتَلوَّى مِن ثِقْلِ رِقابْ!