إن السيد المهري بتبنيه للجويهل، وهو الذي أصبح رمزاً لإثارة الفتنة العنصرية في المجتمع، لا يسيء إلى نفسه فقط، بل إنه، وبما يمثله من رمزية دينية، يسيء إلى الشيعة في الكويت قاطبة، ويظهرهم كطرف يريد الإساءة إلى شريحة من المجتمع فقط لأن بعضهم له مواقف سلبية من الشيعة.
استقبال السيد المهري في ديوانه للشخصية المثيرة للجدل محمد الجويهل ووصفه بالشخصية الوطنية أمر يخصه، ولكن أن يصرح السيد «بأننا سنوصل الجويهل إلى مجلس الأمة» فهذا شأن عام يحق للجميع إبداء الرأي فيه، لأن السيد يتكلم هنا بصيغة الجمع، فكل من قرأ التصريح فهم أن السيد المهري يقصد أن الشيعة- أو على الأقل من يتفق منهم مع السيد المهري- سيدعمون الجويهل ويوصلونه إلى مجلس الأمة. وعلى الرغم من أن السيد عودنا على تصريحات غير موفقة عديدة في السابق، فإن هذا التصريح– حسب وجهة نظري- هو الأسوأ على الإطلاق، وإلا ما المميزات التي يمتلكها الجويهل حتى يتحمس السيد لإيصاله إلى مجلس الأمة ويصفه بفرس الرهان وقنبلة الساحة الانتخابية المقبلة مع علامات الاستفهام الكثيرة التي تحيط بالجويهل وبطريقة عرضه لقضية مزدوجي الجنسية التي تسببت في إثارة فتنة عنصرية في المجتمع؟!1إن السيد المهري بتبنيه للجويهل، وهو الذي أصبح رمزاً لإثارة الفتنة العنصرية في المجتمع، لا يسيء إلى نفسه فقط، بل إنه، وبما يمثله من رمزية دينية، يسيء إلى الشيعة في الكويت قاطبة، ويظهرهم كطرف يريد الإساءة إلى شريحة من المجتمع فقط لأن بعضهم له مواقف سلبية من الشيعة، وهذا الموقف فيه استفزاز واضح لا مبرر له، فكون الجويهل أزعج بطرحه النشاز عن مزدوجي الجنسية المتطرفين دينياً من أبناء الدائرتين الرابعة والخامسة لا يبرر للسيد أن يتبنى شخصاً مثل الجويهل فقط لأنه أغاض هؤلاء، فهو بهذا الموقف كمن يشوه وجهه بسكين لكي يخيف أعداءه.رغم أن السيد المهري يطرح نفسه– ضمنياً- على أنه يمثل وجهة نظر الشيعة في الكويت، فإن حقيقة الأمر أن الكثيرين من الشيعة لا يتفقون معه في هذا الموقف وفي كثير من المواقف السابقة التي اتخذها، وبالتالي يجب ألا تحسب هذه المواقف وكأنها معبرة عن آراء الجميع، بل ليس سراً أن الكثيرين مستاؤون من هذه المواقف ويرون أنها تضر بالمصلحة العامة. إذا كان السيد المهري يقول سنوصل الجويهل كما أوصلنا غيره إلى مجلس الأمة فإننا نقول وماذا استفاد الشيعة من وصول من عناهم؟ بدلاً من تكرار الخطأ كان من الأولى الاعتبار من التجارب الفاشلة السابقة حتى لا يتكرر الفشل بسبب خطأ الحسابات، ومن هذا المنطلق نتمنى على سماحة السيد أن يعيد النظر بهذه المواقف التي لا تناسب شخصية دينية مثله.تعليق: على الرغم من أن تاريخ محمد عبدالقادر الجاسم المهني وطريقة طرحه لآرائه ودوافعها المثيرة لكثير من علامات الاستفهام لا يجعل الإنسان يتعاطف معه، فإن ذلك لا يمنع من رفض احتجاز الجاسم بهذه الطريقة، لأن من الواضح أن هناك تعسفاً واضحاً في الإجراءات المتبعة مع الجاسم، خصوصا محاسبته على ما تضمنته كتبه المنشورة قبل أكثر من خمس سنوات، وهو ما يشكل تعدياً على حرية الرأي والتعبير لا يملك الإنسان إلا معارضتها، فالأمر هنا لا يتعلق بشخص الكاتب إنما بالمبدأ الذي يسمو على باقي الاعتبارات. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة
مقالات
أنت تسيء إلى الشيعة يا سيد
18-05-2010