المخيمات الصيفية مكسب للإسلاميين في غزة
نجحت حركة حماس في استقطاب عشرات الآلاف من الأطفال والشبان في قطاع غزة إلى المخيمات الصيفية التي تنظمها في أماكن متفرقة، لتحفيظ القرآن الكريم، والتدرب على فنون السباحة والكمبيوتر، إلى جانب الحلقات الثقافية والرحلات الترفيهية.ويسارع الأهالي إلى تسجيل أبنائهم ضمن مخيمات "حماس" الصيفية، خصوصا أنها موزعة في مختلف مناطق القطاع، ولا تثقل كاهلهم بالمواصلات والمصروفات، ولاكتساب أبنائهم مهارات في العطلة الصيفية الطويلة بدلا من تفريغ الوقت في الشوارع.
وتفتقر مدينة غزة إلى المتنزهات، ودور السينما والحدائق، والمؤسسات التي تقدم خدمات ترفيهية مجانا إلى الأطفال، ما يدفع الآباء إلى إلحاق أبنائهم بمخيمات "حماس" الصيفية.ويقول شبان ملتحون مسؤولون في المخيمات الصيفية لـ"الجريدة": "إن أكثر من 50 في المئة من الملتحقين بمخيمات حماس ليسوا منتمين إليها"، معتبرين ذلك مكسبا في حد ذاته، ويتدرب مشاركون في المخيمات على فنون السباحة، بينما يتدرب آخرون على الكمبيوتر، بعيدا عن أي تدريبات ذات طابع عسكري، وفق ما أكده مشرفون. ويسيطر الإسلاميون على قطاع غزة، منذ أن هزمت القوات الموالية لرئيس السلطة محمود عباس، وهرب مسؤولوها إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية خلال صيف 2007.وتمنع حركة حماس الاختلاط بين الجنسين في مخيماتها الصيفية، إذ يسترعي انتباهك مشهد فتيات صغار لا يتجاوزن العشرة أعوام، يرتدين الحجاب الأسود الطويل، ويسرن تجاه مراكز تحفيظ القرآن، في حين يداوم كبار السن على مراكز التحفيظ من أجل تعلم الأحكام.ويتابع مسؤولون من حركة حماس من حين لآخر المخيمات الصيفية من خلال الزيارات التفقدية، والاستماع إلى المشرفين عليها ومطالب الملتحقين. ويقول أبو السعيد 42 عاما، وهو غير مناصر لحركة حماس لـ"الجريدة": "سجلت أبنائي في مخيمات حماس لحفظ القرآن الكريم"، وأضاف: "ليست هناك عروض أخرى (..) أفضل حفظ أبنائي للقرآن الكريم في العطلة بدلا من اللهو في الشوارع". وأعلن رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، قبل يومين، جائزة لأفضل سبعة حفاظ لكتاب الله، وتتمثل في أداء مناسك العمرة في الديار الحجازية، ودعت داليا حسن (19 عاما)، التي نجحت في حفظ القرآن الكريم خلال صيف العام الماضي، الشباب إلى الالتحاق والتسجيل في مخيمات "تاج الوقار"، التي تنظمها دار القرآن والسنة لحفظ القرآن الكريم، بدلا من إضاعة الوقت من دون فائدة.