الأديب السيناوي مسعد أبوفجر لـ الجريدة• بعد إطلاقه: تعرَّضت للتعذيب وسأقاضي الحكومة وأنضم إلى البرادعي

نشر في 15-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 15-07-2010 | 00:01
"الحرية أخيراً لمسعد أبوفجر"، بهذه العبارة بدأ حديث الناشط السيناوي الذي جرى اعتقاله على خلفية اضطرابات بين القبائل وقوات الأمن منذ ثلاث سنوات وتم إطلاق سراحه أمس الأول.
مسعد فضَّل أثناء حواره مع "الجريدة" أن يبقى بجوار طفلته رناد (خمسة أعوام)، مشيراً إلى أنها قضت أكثر من نصف عمرها دون أن تراه.

ووصف أبوفجر في حديث مع "الجريدة" أمس تجربة الاعتقال بأنها "قاسية ومريرة"، ويروي أن "الزنزانة التي تتسع لثمانية أفراد فقط كانت تضم 40 فرداً، لدرجة أننا كنا نتبادل أماكن وساعات النوم على جانب واحد".

وقال أبوفجر: "تعرضنا لتعذيب بدني ونفسي، بعضنا عذب بشراسة وأطلقت عليه الكلاب البوليسية في الزنازين، مثل عيسى المنيعي وإبراهيم العرجاني، الذي أصيب بجلطة نتيجة ظروف الاعتقال، لم نكن نرى الشمس سوى دقائق قليلة كل ثلاثة أسابيع أثناء الذهاب والعودة إلى صالة الزيارة، تعرضنا أيضا للإصابة بالأمراض الجلدية، والتعامل معنا من قبل المسؤولين كان من خلال العصا، وكنت أعاقب بوضعي مع المحكومين الجنائيين كعقاب نفسي لي على معارضتي للنظام".

الأزمة مع القبائل

ويشدد أبوفجر على أنه "غير مسموح للحكومة بالفشل في سيناء، لأنها منطقة حساسة وخطيرة ومحل أنظار وأطماع الغير، وإذا كانت الحكومة جادة خلال الفترة المقبلة فأول إنسان يساعدها سيكون أنا".

وعن أسباب الخلاف بين الأمن وأبناء القبائل، يشير أبوفجر الى أن "الأحكام الغيابية التي مست أبناء سيناء، ومن بينهم أطفال صغار السن محكوم عليهم في قضايا تتعلق بتهريب المواد الغذائية إلى قطاع غزة، هي السبب. قد اختلف مع المهربين في الطريقة التي يوصلون بها الطعام إلى أهالي القطاع المحاصر، لكن ليس هذا العمل إجراما بل من الممكن أن يكون خطأ، لا يمكن إصلاحه إلا بفتح معبر رفح بصفة دائمة".

دعوة قضائية

أبوفجر لم يكتفِ بإطلاق سراحه الذي تم بناء على الاستجابة الحكومية لمطالب أبناء وسط سيناء، بل أكد أنه سيقوم برفع دعوى قضائية ضد الحكومة المصرية، لأن اعتقاله كان مخالفاً للقانون، على حد وصفه، مؤكداً أنه بصدد الانتهاء من روايته الأدبية الثانية التي حملت عنوان "كمائن مُتحرِّكة" التي تحكي تجربة السجن وتجربة "نضال البدو للحصول على الحياة الكريمة".

البرادعي

وعن إمكان انضمامه إلى حملة د. محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة، يقول أبوفجر: "البرادعي هو أحد إبداعات الشعب المصري، وأنا رهن مطلب الجمعية الوطنية للتغيير للمشاركة بكل الوسائل في دعمها".

يُذكر أن مسعد أبوفجر روائي وكاتب سيناوي تم اعتقاله أواخر ديسمبر من عام 2007، على خلفية إطلاقه حملة بعنوان "ودِّنا نعيش" على مدونته، للمطالبة بحقوق بدو سيناء، وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.

وفي فبراير 2008، أصدرت محكمة العريش الجزئية أمراً بإطلاق سراحه، لكن وزارة الداخلية أعادت اعتقاله، وجددت حبسه بموجب قانون الطوارئ، ووجهت إليه تهماً جديدة.

back to top