ألف مبروك الحكومة تدينت
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
كما توقعنا بعد انتهاء جلسة الاستجوابات الأربعة التي تفوقت فيها الحكومة بدعم أغلبية النواب بأنها لن تستثمر هذا النجاح، وأنها سرعان ما ترتكب أخطاء تؤلب عليها النواب مرة جديدة، وبالفعل تحقق ذلك، فمعارضة الحكومة للمقترح سوف يجعلها تصطدم مع من رموا لها طوق النجاة.الحكومة ومن يؤيدها في رفض مقترح إسقاط القروض يدعون أن المقترح يفتقر إلى المساواة والعدالة بين المواطنين، وأنه يحمل المال العام كلفة عالية، والحق أن في ذلك خلطاً ومغالطة، فكلام الحكومة والمعارضين للمقترح الجديد على حق لو كانت المطالبة بإسقاط أصل الدين، أما إسقاط فوائد القروض التي تراكمت على المواطنين بسبب جشع البنوك وتواطؤ البنك المركزي في تغاضيه عن البنوك في إرهاق المواطنين المدينين بالفوائد الجائرة، فهو أقل ما يمكن أن تكفر به الحكومة عن تقاعسها في حماية مواطنيها من جور البنوك.المقولة الغريبة الأخرى التي يتمسك بها المعارضون لإسقاط فوائد القروض هو أن المقترح يحمل المال العام كلفة عالية، وهنا نقول حتى لو كان ذلك صحيحاً فإن المال العام إنما وضع لحل مشاكل البلد، وإلا ما فائدة هذا المال إذا لم يحل مشاكل الناس، فهل وضع المال العام «لنأخذ معه صورا تذكارية» أم لنستفيد منه؟! والأغرب من ذلك من يقول إن مقترح إسقاط القروض له أهداف شعبوية، وكأن القضايا الشعبوية وتلمس حاجات الناس أصبح سبة يجب التبرؤ منها. القضايا الشعبوية المرفوضة يا سادة يا كرام هي تلك المطالبات غير المبررة، أما القضايا الشعبوية التي تنصف الناس وتحميهم من الجشع فهي قضايا يجب على جميع النواب تبنيها. المفارقة الغريبة في موقف الحكومة أنها تصف النواب المؤيدين لمقترح إسقاط فوائد القروض بأنهم «شعبويون» وأنهم لا يراعون مصلحة البلد، في حين أنها كانت تصف قسماً كبيراً منهم بالحكماء والعقلاء عندما وقفوا معها في معركة الاستجوابات، فيا سبحان الله كيف تحول «العقلاء والحكماء» بين يوم وليلة إلى متهورين لا يراعون مصلحة البلد، وكأن الحكومة بهذا الموقف لا تعرف كيف تحافظ على مناصريها، وفي المقابل سوف يكون مؤيدو الحكومة من النواب في موضع حرج بعد أن خذلتهم الحكومة وأعطتهم «طاف». تعليق: مع تقديرنا واحترامنا لتاريخ ومواقف النائب أحمد السعدون إلا أننا نعتب عليه في المبالغة في الفترة الأخيرة بالتهديد باستجواب رئيس الوزراء في الشاردة والواردة، ونتمنى ألا يكون «المعارضون الجدد» نجحوا في استدراجه لتحقيق ما يريدون بحيث يكون السعدون لهم مثل «حصان طروادة». كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة