آمال: فضيحة لله 
يا محسنين


نشر في 02-02-2010
آخر تحديث 02-02-2010 | 00:00
 محمد الوشيحي بدءاً من المقالة هذه، سأكتب شرحاً للمفردات المحلية في أسفل الصفحة، بعدما تبين لي أن صحافتنا – بشكل لم أكن أتوقعه - متابَعة عربياً، ومرصودة مصرياً، أقصد على المستوى الشعبي.

ومصر لم تحقق إنجازاً بفوزها بكأس أفريقيا، هي أدت عملها اليومي المعتاد، الكأس كان مسافة السكة فقط، واللاعب «جدو» استيقظ من نومه، وتناول قهوته، وهمّ بالخروج فاستفسرت والدته منه: «على فين؟»، فأجابها: «رايح أنغولا، أجيب كأس أفريقيا»، فأوصته: «طب والنبي يا ابني وانت جاي فوت على البقال جيب لنا بسطرمة معاك». فجابَ الكأس والبسطرمة، لا جديد في الموضوع، مصر تمارس عملها المعتاد.

والأمر لا يحتاج إلى حملات إعلامية للتهنئة، ونحن كأبناء كار، نعرف معنى الحملات الإعلامية، وكيف يمكن أن تقلب الحقائق رأساً على كعب، وأول حملة إعلامية في الوطن العربي كانت في مصر، قبل نحو مئة عام، عندما شنت صحف بريطانيا حملة على الزعيم أحمد عرابي واتهمته بالخيانة، لماذا؟ لأنه ضد احتلالهم، تخيل، وفعلاً تمّ نفيه إلى سريلانكا (سرنديب سابقاً)، وبقية قصته معروفة، عندما طلب من اتباعه السريلانكيين تعلّم اللغة الإنكليزية، فاتهموه بالخروج عن الملة... إلخ.

واليوم، أشاهد حملة إعلامية على السيد فهد الرجعان، مدير عام مؤسسة التأمينات الاجتماعية، المسؤولة عن رواتب المتقاعدين، وأتمنى أن أشارك في الحملة، لكنني لم أرَ إلى الآن وثيقة اتهام واحدة، وبالطبع أصابتني بعض الشظايا كالعادة، وجاءني ساعي البريد الإلكتروني حاملاً رسائل متشابهة المضمون: «لماذا لا تكتب يا الوشيحي عن الفساد في مؤسسة التأمينات؟»، وكان جوابي الدائم: «إيدي على أكتافكم، أعطوني ما يحمي ظهري من الوثائق، وسأتكفل بمصاريف الرحلة كاملة، ويا سلام لو زودتموني أيضاً بوثائق تدين مؤسسة الموانئ، التي أشعر بأن لديها خللاً في أعمال السباكة والصرف الصحي»، ثم ينقطع الإرسال، وتنقطع الرسائل.

وهأنذا أصعد إلى سطح أبراج الكويت لأصرخ بالصوت البلالي للجميع، وأكرر: تكفون(1)، أمدوني بما يدين أياً من المؤسستين أو غيرهما، أي وثيقة، مستند، قصاصة، ورقة، حتى لو ورقة عنب، تدين مديري التأمينات والموانئ، كي أعطيها بدوري لمجموعة من النواب، وأولهم النائب مسلم البراك، ولكم مني إنْ لم يتحرك البراك تحركاً مجحفلاً أن أقصفه براً وبحراً وجواً، علي النعمة لأنثرنّ أشلاءه السياسية على الشارع العام، فيعجز رجال الأدلة الجنائية عن التعرف عليه إلا بواسطة ساعة يده! فقط أعطوني دليلاً يتيماً لا عزوة له ولا سند، وازهلوا(2).

ولا أخفيكم، أن حيناً من الدهر انقضى ولم أكتب عن فضائح مالية أو إدارية في مؤسسات الدولة، وأشعر بحنين إلى العودة إلى ذلك الملعب، يفوق حنين أم لابنها المغترب.

وإذا كان الشيء بالشيء، والسن بالسن، فعند الحديث عن مؤسسة التأمينات، لا بد من توجيه التحية إلى الزميل المبدع الدكتور طارق العلوي، القائد العسكري لحماية أموال التأمينات... شكراً يا بطل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تكفون: أرجوكم

(2) ازهلوا: اعتمدوا 

back to top