«صرخة حجر»... تمنعه إسرائيل وتتبرأ منه الأسيرات
بعد الجدل الذي أثارته إسرائيل بشأن المسلسل التركي "صرخة حجر"، الذي يُحاكي أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، بات المسلسل المدبلج بالعربية، يزيد هموم الأسيرة الفلسطينية ويقلِّب مواجعها.فبعد أن حجبت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، في الثامن والعشرين من مارس الماضي مسلسل "صرخة حجر" التركي الذي تبثه فضائية "mbc" عن الأسرى، تبرأت أمس الأول، الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال من المسلسل ذاته، مطالبات بوقف عرضه "لما فيه من تشويه لحركة الأسيرات ونضالاتهن في سجون الاحتلال".
ودعت إحدى الأسيرات المُحرَّرات باسم الأسيرات في سجون الاحتلال، في رسالة وجهتها عبر نادي الأسير، مخرج المسلسل إلى الاعتذار من الشعب الفلسطيني، لما قدمه من تشويهات، خصوصاً مع عرض مشهد تُغتَصَب فيه إحدى الأسيرات وتُدعى مريم من قِبل جنود الاحتلال.وأكدت أن الأسيرات حاربن على مدار سنوات طوال ليثبتن حقهن في النضال، وأن ما تم عرضه لا يمتُّ إلى الحقيقة بشيء، مشيرة إلى ضرورة تأكد القنوات العربية قُبيل عرضها أيَّ مسلسل، من صحة أحداثه. وكانت إسرائيل قد احتجت على بثِّ تركيا للمسلسل، خصوصاً أنه أظهر ممثلين في أدوار جنود إسرائيليين يقتلون طفلاً رضيعاً بدم بارد، وفي منظر آخر يعدمون أسيراً دون محاكمة.وقالت الأسيرة المُحرَّرة في رسالتها التي نُشِرت على صدر الموقع الإلكتروني الخاص بنادي الأسير: "مخرج المسلسل بيَّن أن أهل الأسيرة قتلوها بعد الإفراج عنها"، ذاكرة أن العائلات الفلسطينية لطالما احتضنت بناتها الأسيرات المُحرَّرات.وشددت على أن عرض المشهد ما هو إلَّا محاولة لتشويه صورة الأسيرة الفلسطينية، وتغييب لدورها البطولي على مدار سنوات مضت، وما هو إلَّا إهانة علنية للشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلَّا الاحتلال.وقالت الأسيرة المُحرَّرة: "من يظن أن الأسيرة الفلسطينية حين تُعتَقَل تُغتَصَب واهم وخاطئ، فلم يحدث إطلاقاً أن سُجِّلت أي حالة، ولم نسمع أن أيَّ عائلة فلسطينية قتلت ابنتها"، مطالبة في ذات السياق، شبكة "mbc" بالعمل بشكل فوري، على وقف عرض المسلسل.وفي هذا الإطار، وجَّه القيادي في حركة فتح قدورة فارس رسالة إلى القائم بأعمال النادي في تركيا أحمد أبوصالح، للعمل بشكل فوري على متابعة الموضوع مع المخرج التركي، ووضعه بصورة ما يجري في فلسطين، وإفهامه أن عرض مثل هذا المسلسل بما فيه من أحداث غير مترابطة، تشويه كامل للصورة الفلسطينية.