Quiz اللائحة الداخلية

نشر في 17-06-2009
آخر تحديث 17-06-2009 | 00:00
 أحمد عيسى خلال متابعتي لمجريات جلسات البرلمان، زاد يقيني بأن سبب التأزيم الفعلي في البلاد ليس في الحكومة ولا في البرلمان كمؤسستين دستوريتين، بل في الأشخاص الذين يمارسون العمل السياسي تحت قبة عبدالله السالم.

فمن ناحية بات شكل الرئيس جاسم الخرافي أكثر من مألوف وهو يوجه النائب مسلم البراك أكثر من غيره بأنه خرج على اللائحة أو لا يوجد نصاب، فيقوم مسلم بدروه بالصراخ بعيدا عن المايكروفون والمضبطة، بحثا عن فرصة للحديث أو تمديد فترة الكلام، فيصر الرئيس على موقفه، ويضيع وقت المجلس بين رئيس لا يجيد إدارة الجلسة، ونائب متمرد على اللائحة الداخلية للمجلس.

سيناريو الخرافي-البراك يكاد يتكرر في كل جلسة إلى حد الملل، وهو كذلك منذ تولى الأول الرئاسة قبل عشرة أعوام، وبدأ الثاني وقتها بفرض طريقته بالحوار من مقاعد النواب، كلٌ يريد أن يسيّر المجلس بوزرائه ونوابه على هواه ووجهة نظره، لتتحول عدوى الصراخ بعد ذلك من حالة فردية للنائب البراك مع الرئيس الخرافي إلى ظاهرة، وهي في طريقها الآن لأن تكون ممارسة مقبولة.

المأساة أن النواب والرئيس لا يجيدون التعامل مع اللائحة الداخلية التي أتت لتنظيم الحوار والممارسة داخل البرلمان، وحينما يخطئ نائب جديد في الممارسة فله عذره، أما إذا تكررت أخطاء النواب القدامى والمخضرمين، وحدثت ذات الأخطاء من الرئاسة فإننا أمام حالة غريبة، الكل يريد فيها اختطاف المجلس لمصلحته وتوجيهه إلى مبتغاه، تحت ذريعة الديمقراطية، والمجلس سيد قراراته، ولا أحد يملي على النواب كيف يمارسون دورهم، وغيرها من مصطلحات وعبارات تدين النواب وتحملهم مسؤولية ما يحدث أكثر مما تبرئ ساحتهم.

حينما تتحول قاعة عبدالله السالم إلى غرفة ملحقة بإحدى اللجان بينما هي «مكانيا» قاعة المداولة العامة والتصويت على المشاريع والمراسيم، بسب عدم رغبة نواب بتمرير مشاريعهم عبر قنواتها الرسمية ولجانها الفعلية، فاعلم أنك أمام مأساة تشريعية، وكذلك عندما يفتح باب ما يستجد من أعمال بهدف تمرير تشريع معين فاعلم أنك أمام ممارسة غير مستقيمة، أما إذا افتقد المشرع حس المسؤولية الوطنية والإنصاف وراح يصدّر قوانين تعالج جزئيات وتتجاهل عموميات، فتأكد أنك أمام مشروع أزمة مستمرة، وهذا ما يحدث يوميا في المجلس، وهو ما يؤدي إلى تأزم العلاقة بين السلطتين وبين النواب أنفسهم.

كم أتمنى أن يقوم رئيس المجلس بين فترة وأخرى باختبار مفاجئ للنواب حول مدى إلمامهم باللائحة الداخلية، تماما كما يختبر المدرس طلابه بـ«quiz» مفاجئ، إلا أنني أخشى أن يكون هو أول الراسبين في الاختبار، خصوصا متى ما تعلق الأمر بالمادة 89 من اللائحة الداخلية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top