نسافر أو نموت
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
لقد كتب الكثيرون عن ظواهر إساءة الاحتفال واستهتار الشوارع واستخدام الرغوة والألعاب النارية في إيذاء الناس، ومعظمهم وضع اللوم على وزارتي الداخلية والتجارة لأنهما تساهلتا في ضبط الشوارع وبيع الرغوة والألعاب النارية، وهو لوم في غير محله، حيث إن ذلك للأسف استمرار للنهج الخاطئ بحل المشاكل من نافذة أعراضها ونتائجها بدلاً من بحث أسبابها، وكأن تحرير المخالفات وحظر الرغوة سيمنعان الناس من الالتفاف حولهما وابتكار أساليب أخرى لإساءة الاحتفال. لا ألوم الناس في اختيارهم التمتع بالعطلة خارج الكويت، بل ألوم الدولة التي باتت تخلو من الكرنفالات والمهرجانات والحفلات والمسرحيات والموسيقى والمباريات والحرية والراحة التي يقصدها الناس في الخارج، ولا ألوم الناس إن اختاروا الاحتفال بفوضوية، فهم بالفوضى يملؤون فراغاً صنعه غياب القانون والنظام والتخطيط والإبداع. لا يجب أن تكون هذه الإحصاءات مجرد خبر للنشر وننتظر حتى العام القادم لنراها تتضخم، إذ يجب البدء بإزالة أسباب هروب الناس من وطنهم في أعياده ولجوئهم إلى الفوضى والاستهتار إن بقوا فيه.Dessert لأعياد العام القادم دلالة تاريخية بمناسبة اليوبيل الذهبي للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير، ومفترض أن يكون احتفالنا فيهما في مستوى تاريخيتهما، ففي الدول التي تحترم تاريخها يتم التخطيط لها مسبقاً، فما خطط حكومتنا ومؤسسات المجتمع؟ أم سنكتفي بـ«هلا فبراير» التعيس وأراجوزات بوجوه ملونة في شارع سالم المبارك؟ كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة