يتنافس الباحثون في مجال الإعلام والاتصال على تسليط الأضواء على النمط الإداري الحديث في علم الاتصال, والذي يرتكز على الإنترنت كأداة للتواصل الإلكتروني باستخدام الإيميل, و"الفيس بوك", و"التويتر" و"لينكدن" وغيرها, تلك الوسائل السريعة الاتصال التي ساهمت في تشكيل "منتديات ودواوين إلكترونية" تجمع ذوي الاهتمام المشترك من خلال العالم الافتراضي، عالم الإنترنت والمدونات والصحف الإلكترونية.

Ad

 وباتت المواقع والمدونات بين الشد والجذب السياسي والاجتماعي حتى أصبحت وسيلة للهروب من مقص الرقيب المختبئ خلف قوانين المرئي والمسموع, ومن اللافت للنظر ظهور المدونات الاقتصادية المتخصصة في دول خليجية تحت رعاية غرف ومؤسسات التجارة والاقتصاد، لتتبنى المعلومات الاقتصادية والتجارية التي تهم المواطن من حيث إنشاء المشاريع الصغيرة وكيفية رعايتها.

أما الاستخدامات الأخرى فهي للتواصل الاجتماعي البحت, وذلك   من خلال وسائل التواصل الإلكتروني، وأبرزها "الفيس بوك" الذي أصبح بلغاته المتعددة أسلوبا لترميم العلاقات الاجتماعية التي أضعفتها المدنية, بالإضافة إلى خدمة التوظيف عبر الاتصال بمراكز العمل الخاصة بالوظائف الشاغرة عبر المنتديات الإلكترونية المختلفة.

ولم يقتصر استخدام الإنترنت في الكويت على الدور الاجتماعي فقط بل في المجال الانتخابي أيضا, فقد استعان أعضاء وعضوات البرلمان الكويتي بالصفحات والإعلانات الإلكترونية  للإعلان عن افتتاح مقارهم ومدوناتهم الانتخابية والإلكترونية، وبالتالي التواصل مع مرتادي تلك المواقع رغبة في التأثير على قرارهم الانتخابي, والتواصل مع الناخبين في فترة ما بعد الفوز، وقليلون هم الذين يقومون بتسخير تلك المواقع اليوم لتصبح جاذبة للناخب من حيث التصميم والمعلومات المتاحة.

وفي ظل الحديث عن المجال البرلماني, تبرز الحاجة إلى الاهتمام بالإعلام البرلماني، وإنشاء قناة تلفزيونية متخصصة بالشأن البرلماني، لتكون منبراً لخدمة العملية الانتخابية والديمقراطية، ولا تقع مسؤولية الإعلام البرلماني على وزارة الإعلام فقط، بل على مجلس الأمة أيضاً، فهو ملزم بتحديث وتطوير النشرات الإلكترونية البرلمانية الخاصة بالجلسات واجتماعات اللجان وغيرها من أمور المجلس، لتطوير العمل البرلماني في الزمن الذي يجد النائب نفسه أمام اختيارين: إما ممارسة إيجابية تسعى إلى رفع سقف العمل السياسي، واستخدام الرسالة الإعلامية في الدفاع عن المطالب الشعبية وتعزيز المشهد الوطني، وإما ممارسة سلبية تستهدف خلق العقبات، ومقاومة مسار التغيير.

وكما أن هناك استخداما إيحابيا للإنترنت فهناك الوجه السلبي أيضا، فاليوم وبعد أن تحولت بعض المنتديات الإلكترونية إلى النشر السريع للمعلومات غير الدقيقة عبر الإيميل، بالإضافة إلى خدمة  "البرودكاست" الخاصة ببرامج الهواتف كـ"البلاك بيري" والأجهزة النقالة الأخرى.

وأخيرا، فتكنولوجيا الاتصال لها منافع عديدة، ونتمنى أن ندخل عصر الإنترنت للجميع، ونفتح مجال حرية التداول الإلكتروني،  ولكن العبء يقع على عاتق وزارة التربية في توجيه الشباب نحو الاستخدام الأمثل للمواقع الإلكترونية في البحث العلمي، ونشر التوعية حول تجنب استخدام الوسائل الإلكترونية في الاستخدام السلبي ونشر الشائعات.