أجمل المعاني في الدفاع عن السيستاني!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
أما ردود الفعل العاطفية من قبل محبيه ومقلديه فقد التزمت إلى حد كبير بأخلاقيات السيد نفسه، وتوّجتها تصريحات العبيكان وكتّاب الرأي من إخواننا السنّة بلسماً شافياً يجب أن نقدرها بالثناء والاحترام، إذ سجّلت بالفعل أجمل المعاني في الدفاع عن السيد السيستاني، كما يجب أن يكون لنا الموقف ذاته في حال تطاول حتى أبناء الشيعة على رموز إخواننا من أهل السنّة، فهذا هو عين المنطق والأخلاق لاحتواء الكثير من محولات اختلاق الفتن والتناحر.فالتجربة الأخيرة وكما العديد من المناسبات السابقة بينت أن إشعال نار الفتن بالكلام الجارح أو الإساءة المتعمدة، رغم أنها تهيمن على العواطف وتجيشها وتنجح في خلق الاصطفاف المتعصب فإن ألهبة تلك النار تبدأ بالتراجع والضمور مع مرور الوقت، ولكن بعد أن تترك جراحات عميقة، ولكن صبّ الماء على تلك النار فوراً من شأنه أن يخمد تلك الآثار سريعاً.ولذلك أيضاً يمكن لمثل هذا التدخل الفوري أن يوصل رسالة مفادها أن الغاية من خلق الفتن خصوصاً من قبل أصحاب النفوس المريضة من المتطرفين تحديداً لا يمكن أن يكون مفتاحاً للسيطرة على الساحة والتحكم بعواطف ومشاعر الناس على الدوام، وأن الرهان على هذا السوق سوف يكون رهاناً خاسراً، ولا تدوم فيها منابر الصعود نحو النجومية والبطولات الوهمية لأنها سوف تتهاوى سريعاً، فعموم الناس البسطاء ليسوا على استعداد للركض والحشد وراء كل من هب ودب بمجرد بضع كلمات بذيئة وجارحة، ولها من همومها اليومية ومشاكلها الحياتية وتحدياتها المستقبلية ما يحتم علينا أن نتقي الله فيهم، فمعتقدات كل إنسان وفكره وإيمانه بالتأكيد قد رسخت بمبادئ لها جذور عميقة لا يمكن أن تتزعزع أو تتغير بفعل تصريح أو بيان أو مقال، ولهذا فإن أقصى ما تستطيع مثل هذه الاستفزازات والتحرشات وجنون العظمة أن تفعله هو تحريك روح البغض والكراهية المتبادلة وبشكل مؤقت، وسرعان ما تجرفها متطلبات الحياة الطبيعية وحاجتنا إلى بعضنا بعضا ومصائرنا المشتركة والحتمية.