أحببت اليوم أن أختبر معلوماتكم بطرح بعض الأسئلة السهلة في مادة العلوم، ومن يستطع الإجابة عن سؤال واحد فقط سيحصل على سيارة لكزس. سؤالنا الأول هو: ما الماموث؟ لديك دقيقة واحدة لتسترجع معلوماتك، وإذا لم تستطع الإجابة فسأطرح عليك سؤالاً أسهل منه، وهو ماذا تعرف عن حيوان الكنكاج؟ يبدو أن السؤالين صعبان، إذن لنسألك عن "لوامس الهيدرا"، فهل تعرف عنها شيئاً؟ وإذا لم تعرف الإجابة فيمكنك الإجابة عن سؤال عن الاسم العلمي لحيوان "البانثرا باردس"؟
إذا لم تستطع الإجابة عن كل هذه الأسئلة فسأسألك سؤالا غاية في السهولة، وإذا لم تجب عنه، فإنك لا يمكن أن تكون حاصلا على الشهادة المتوسطة. السؤال يقول: ما الطريقة التي يتخفى بها "الأبسوم المحتال"؟ربما تقولون إن هذه أسئلة تعجيزية، وإنها جزء من اختبار جامعي في تخصص الأحياء، ولكن لا تتعجب إذا قلت لك إن هذه المصطلحات هي جزءٌ من منهج العلوم للصف السادس في المدارس الحكومية، وقد أحصيت أكثر من خمسين مصطلحاً في المنهج نفسه على شاكلة "الماموث والكنكاج".من يطالع كتاب العلوم للصفين السادس أو السابع اللذين تبلغ عدد صفحاتهما مما يقارب الـ500 صفحة يصاب بالذهول من أن يكون هذا المنهج مخصصاً لطالب لم يتجاوز عمره 12 سنة، وليت المصيبة توقفت عند معرفة معنى هذه المصلطحات، لكن المصيبة العظمى أنه مطلوب من هؤلاء الأطفال حفظ أسماء هذه الحيوانات الغريبة عن بيئتهم وحفظ التعريف أيضاً.ولأن المكابرة هي ماركة عربية مسجلة حيث لا يتم الاعتراف بالخطأ، فقد خرج علينا الموجه العام لمادة العلوم براك البراك كرد على شكاوى أولياء الأمور من صعوبة المادة بتصريح يقول فيه "إن الوكيلة المساعدة للمناهج مريم الوتيد وتوجيه العلوم التقيا الأسبوع الماضي رؤساء الأقسام في المرحلة المتوسطة (بنين وبنات) للاستماع إلى آرائهم في مناهج الصفين السادس والسابع حيث أبدوا ارتياحهم لهذه المناهج والتي وصفوها بأنها تحقق نقلة علمية في مجال مادة العلوم"، يعني أن الأمور "كله تمام يا أفندم"... ولكن لأن الشمس لا يغطيها غربال فإن الوزارة قامت في النهاية بالرضوخ للأمر الواقع وألغت أكثر من 25 صفحة من منهج العلوم، وهو إقرار منها بالخطأ الذي ارتكبته.في الدول التي تعتمد استراتيجياتها التعليمية على الفهم وتطوير المهارات وليس على الحفظ والتلقين لا يزيد المنهج الدراسي للمادة على 60- 70 صفحة، لأن التركيز يكون على المفاهيم وليس على التفاصيل. أما عندنا فمطلوب أن يكون طالب المرحلة الابتدائية عالماً في الأحياء بحيث يتعرف حتى على الاسم العلمي للحيوانات. أقول هذا الكلام بمناسبة الحديث عن إطالة اليوم الدراسي الذي تقول وزارة التربية إنها تدرس تطبيقه على المدارس. إذا كانت مناهج المدارس على شاكلة منهج العلوم، فإن وزارة التربية على حق في ضرورة إطالة اليوم الدراسي لكي يستطيع المدرس تغطية منهج بحجم 500 صفحة، وربما نحتاج أن نمدد اليوم الدراسي إلى الساعة السادسة أو السابعة مساءً.في الدول المتقدمة علمياً يتم إطالة اليوم الدراسي حتى الساعة الثالثة أو الرابعة مساء لأن الطالب يقوم بأغلب أنشطته وواجباته المدرسية في المدرسة، ثم يرجع إلى البيت ليرتاح أو يلعب، أما عندنا فإن الطفل بمجرد أن يعود من المدرسة "تستلمه" الأم إلى الساعة السابعة أو الثامنة في المراجعة وحل الواجبات والحفظ، وهكذا يتحول يوم الطفل كله إلى دراسة في دراسة، وهذا ما يجعل أطفالنا يكرهون المدرسة.سواء تمت إطالة اليوم الدراسي أو إبقاؤه على حاله أو تم تقصيره، فإن الحال ستبقى على ما هي عليه، لأن الأساس خطأ، والسبب في ذلك عقليات القائمين على شؤون التعليم والمناهج في وزارة التربية.
مقالات
من منكم يعرف الماموث والكنكاج والأبسوم المحتال؟!
13-04-2010