ينجرف الكثير من صغار المستثمرين وراء الأسعار الوهمية لبعض الأسهم التي تنتفخ بصورة مبالغ فيها، إذ تسعى بعض الشركات إلى صبغ أسهمها بمعدلات ربحية مغرية بالشراء ليجد المستثمر نفسه في النهاية أمام أسعار وهمية لا تعبر عن الوضع الحقيقي للسهم وهو ما يعرف بالـ«Balloon Prices».

Ad

أظهرت دراسة لـ«الجريدة» بشأن مجمل الأسهم المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية تراجعا ملحوظا في مكررات الربحية (المضاعف السعري) لهذه الأسهم مقارنة بفترات سابقة، وذلك بعد التداعيات الاقتصادية الاخيرة بسبب ازمة المال العالمية.  

وبينت الدراسة أن 10.6 في المئة فقط من الأسهم المدرجة في البورصة عند مكرر ربحية يراوح بين مرة و10 مرات فقط، وان معظم الأسهم انخفض مضاعفها السعري بمعدلات غير مسبوقة قياسا بأسواق أخرى في المنطقة والعالم.

واشارت الدراسة التي اعتمدت على اقفالات امس الأول ورصدت مكررات الربحية للاسهم المدرجة لآخر 12 شهرا، أن 18 في المئة من الأسهم بدأ مكررها يراوح بين 10 و25 مرة، أي اننا في حدود الأسعار المقبولة نسبياً وعند تخوم غلاء الأسعار، وهنا تجدر دراسة كل سهم على حدة لمعرفة ما إذا كانت الأسعار تضخمت فعلا أم أن السهم واعد بأرباحه، ومن ثم يقبل عليه المتداولون انتظاراً لربح شبه مؤكد.

وأكدت الدراسة وجود 17 سهما فقط تمثل 9.5 في المئة من الاسهم المدرجة تضخمت أسعارها فعلا بالاعتماد على معيار مكرر الربحية، الذي كان أكثر من 25 مرة، وصولا إلى 75 مرة او اكثر عند اغلاها في عدد من الحالات القليلة، وذلك في حين كانت تلك الاسهم تمثل نحو 20 في المئة من الأسهم المدرجة قبيل التداعيات الاقتصادية الأخيرة بسبب أزمة المال العالمية.

وجاء في نتائجها أن 62 في المئة من الشركات المدرجة جاء بمكرر ربحية "سالب" اذ بلغ عدد هذه الشركات 110 شركات توزعت بين قطاعات "البنوك 4، الاستثمار 40، التأمين 5، العقار 18، الصناعة 15، الخدمات 26، والاغذية 2".

مكرر ربحية موجب

اما الشركات التي جاء مكرر ربحيتها موجبا فبلغت نسبتها الى اجمالي الاسهم المدرجة 68 في المئة وتوزعت في قطاعات "البنوك 5، الاستثمار 5، التأمين 2، العقار 10، الصناعة 13، الخدمات 29، الاغذية 4".

وبحسب الدراسة يشير هذا المعدل بما لا يقبل الشك إلى انخفاض كبير في الأسعار، نتج عن تأثر الأسهم بالأزمة المالية وتراجع أسعارها عند قيمتها، مما يؤكد أن الأزمة عملت على تعرية الاسهم المنتفخة وحسرت اسعارها عند القيمة الحقيقية لكل سهم.

كما بينت الدراسة أن شركة دار الاستثمار سجلت اقل مكرر ربحية اذ بلغ 0.5 مرة فقط تلتها الشركة الدولية للإجارة والاستثمار بمكرر ربحية بلغ 1.3 مرة.

وجاءت شركة اياس في المركز الثالث بمكرر ربحية بلغ 3.3 مرات، ثم لؤلؤة الكويت 4 مرات وايفا فنادق بمكرر ربحية بلغ 4.2 مرات، تلتها الشركة العربية العقارية بـ4.3 مرات.

واحتلت شركة اجيليتي المركز السابع من حيث مكرر ربحيتها الذي بلغ 4.8 مرات، تلتها شركة صفوان بـ5.7 مرات وجاءت في المركز التاسع شركة حيات للاتصالات بمكرر ربحية بلغ 5.9 مرات، ثم الفنادق الكويتية بـ7.2 مرات، ونابيسكو والوطنية للاتصالات بمكرر ربحية بلغ لكلتيهما 7.6 مرات.

وجاءت شركة يوباك في المركز الثالث عشر بمكرر ربحية بلغ 7.8 مرات ثم كلا من المستقبل للاتصالات والتقدم التكنولوجي بمكرر ربحية بلغ 8 مرات.

الأواني المستطرقة

وتضخم الأسعار وانتفاخها بصورة عامة تسهم فيه بالتأكيد الاتفاقات المسبقة على التصعيد المصطنع لعدد من الأسهم واستخدام لعبة الأواني المستطرقة بين الشركة الأم من جهة والشركات الزميلة والتابعة من جهة أخرى، وهو ما يخلق وهم الطلب الكبير الذي يجرف عددا من صغار المستثمرين، فيتضخم ذلك الطلب ليرفع الأسعار إلى مستويات جنونية أحيانا من دون تبريرات مقنعة بالنظر إلى الأرباح مثلا.

وإذا كانت بعض الأسهم ارتفعت لسبب وجيه هو الأرباح المحققة من صفقات الاستحواذ التي تمت في الفترات الأخيرة، فإن عددا آخر ارتفع من دون النظر إلى عامل الربح، بل بالمضاربة فقط، بالإضافة الى ان شرائح واسعة من صغار المتداولين ركزت على أسهم الشركات الصغيرة أو الأسهم الرخيصة، وبالتالي ازداد الطلب على تلك الأسهم فارتفعت.

أرجع بعض الخبراء سبب ارتفاع بعض الأسهم إلى خلل ما في أنظمة السوق وشركات الاستثمار التي ينفذ منها المتلاعبون لترفيع ما يريدون ترفيعه بالطلب الوهمي على تلك الاسهم، فضلا عن اكتشاف حالات استفاد منها مضاربون في شركات استثمار من أموال عملاء من دون وجه حق، وضاربوا بتلك الأموال وبأرباح كبيرة ساهمت في نفخ بعض السلع، كما ان بعض الشركات تستخدم وسائل نفخ إعلامي وبروباغندا كثيفة يقع في فخها عدد من المتداولين بعد ان ينجرفوا وراء طلبات كثيفة لا مبرر لها سوى النفخ الإعلامي، من اجل الوصول الى مستويات غير حقيقية بهدف الخروج من تدني اسعار اسهمه الى مرحلة غير طبيعية تغري المتداولين.

مخاطر

ومن المؤكد ان لهذه الانتفاخات العديد من المخاطر التي يمكن أن تنعكس على البورصة نتيجة لتضخم بعض الأسعار، فقد كشف بعض الخبراء أن الأسعار القليلة المتضخمة لا تشكل أبدا خطرا على السوق، وأكد البعض الآخر أن الخطر محدود ومازال تحت السيطرة بالمعدلات المتوافرة حاليا، بينما يرى قلة وجود خطر، لكنه لا يمس إلا من حمل تلك الأسهم من دون غيرهم، والخطر ممكن حدوثه إذا حصل تصحيح في السوق، إذ سيدفع صغار المضاربين الثمن، ونسبة ضئيلة جدا أكدت أن الخطر ماثل، وقد يشمل السوق كله.

مقاييس جديدة

وحتى تتم السيطرة على تلك الانتفاخات في الاسعار والقضاء على ما يسمى بـ «Balloon Prices» بدأ المحللون لأوضاع أسواق الأسهم يستخدمون مقاييس جديدة لتقييم واقع ومستقبل الأسواق بوجه عام أصبح فيها مقياس مضاعف السعر الى الأرباح يقاس محسوباً على أساس المتوسط السنوي للنمو بدلا من الأرباح، وهذا يعد من أبرز المقاييس التي يدور عنها الحديث حالياً، كما ان هناك مقياسا آخر وهو مقياس مضاعف السعر الى القيمة الدفترية.

وتحويل الأنظار نحو هذه المقاييس بدأ يتزايد في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في الأسواق الاقليمية التي تتسم بنوع من الجرأة والمغامرة مثل أسواق قطر والسعودية والإمارات ومصر في الفترة الحالية، ولتوضيح مقياس مضاعف الربحية أو «P/E» الجديد نسبياً يمكن القول إنه عبارة عن مرحلة متطورة من المقياس السابق والذي هو مضاعف السعر الى الربحية.

وقد لجأ المحللون بالأساس الى المقياس الجديد الذي يأخذ بعين الاعتبار متوسط النمو خلال خمس سنوات مقبلة لتحليل وضع أسهم تقنية المعلومات سريعة النمو في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وذلك في محاولة لتبرير المستويات القياسية التي وصل اليها المضاعف. ويعتمد هذا المقياس على مضاعف السعر الى الربحية في سوق ما أو حتى بالنسبة الى سهم معين، مع الوضع في الاعتبار نسبة النمو المتوقعة للسوق أو الشركة المعنية.

توضيح الصورة

ولتوضيح الأمر بصورة أكبر نقول إنه لو كانت هناك شركة مضاعفها 10 مرات، ومن المتوقع أن تنمو ربحيتها بنسبة 10 في المئة فإن مضاعف السعر الى الربحية والنمو المستقبلي للأرباح يكون 1، ولو كانت هناك شركة أخرى لديها مضاعف 80 مرة ومعدل نموها المتوقع هو 80 في المئة، فإنه سيكون أيضاً 1، وبحساب المضاعف المستقبلي لعام واحد قادم بالنسبة الى الشركة الأولى، فإن المضاعف سيكون 9.1 مرات مقابل مضاعف مستقبلي 44.4 مرة للشركة الأخرى. ويجدر الانتباه هنا الى أنه يمكن مقارنة تلك الأرقام فقط في نهاية السنة الخامسة بشرط استمرار معدلات النمو بنفس النسبة. ويعتبر مقياس مضاعف السعر الى الربحية على أساس النمو لخمس سنوات مؤشراً له فائدته إذا ما كانت الفترة التي تغطيها توقعات نمو الربحية لا تقل عن 5 سنوات. وحتى في هذه الحالة فإنه غالباً ما تختلف تقديرات النمو من مصدر الى آخر، ومن ثم فإن تلك التقديرات قد تكون غير دقيقة في أحيان كثيرة. وفي ضوء ذلك فإنه وعند اللجوء إلى هذا المقياس يتعين التزام الحذر وإبقاء الباب مفتوحاً أمام كل الافتراضات.

بديهياً ان كل شركة جيدة تحقق ارباحا، وقد تقوم الشركة بتوزيع جزء او كل ارباحها في هيئة توزيعات، ولكن في جميع الاحوال فإن الشركة قد حققت ارباحا، ونصيب السهم في تلك الارباح وقبل اجراء اي توزيعات يسمى ربح السهم، اي ان ربح السهم دائما اكبر من الكوبون او يساويه.

وربح السهم يمكن ايضا ان يستخدم في تقييم السهم كما يستخدم الكوبون او التوزيع، ويتعارف على طريقة استخدام ربح السهم في تقييم السهم باسم مضاعف الربحية.

معادلات مضاعف السعر إلى الربحية

من الصعب الحكم بدقة على مضاعف ربحية شركة ما فنقول إنه مرتفع أو منخفض، ولكن هناك عدة نقاط يجب وضعها بالحسبان:

• تقييم السهم عن طريق مكرر او مضاعف الأرباح P/E.

• يجب مقارنة مضاعف الربحية لشركة ما بمعدل النمو فيها، فإذا كان مضاعف الربحية أعلى كثيرا من معدل النمو، فهذا يعني أن سعر السهم يُباع أعلى بكثير من حقيقته، واذا كان المضاعف اقل كثيرا من معدل النمو كان هذا دليلا على رخص سعر السهم.

• من الأفضل أن تلتفت الى نسبة الربحية لمعدل النمو سابقا ومستقبلا، فمثلا اذا كان معدل النمو للشركة في الفترة الماضية، وعبر السنوات هو 10 في المئة، وكان مضاعف الربحية لهذه الشركة هو 75، فالمنطق يقول لنا إن سعر السهم لهذه الشركة غالٍ جدا بلا مبرر.

• من الأفضل أن تقارن مضاعف الربحية للشركة بمضاعف الربحية للقطاع الذي تنتمي اليه هذه الشركة، فهذا يوضح لك ترتيب الشركة بين مثيلاتها في نفس القطاع، وهل هي افضلها أم اقلها نشاطا.

• قد يكون مضاعف الربحية لسهم ما مرتفعا عن الفترة السابقة ومع ارتفاع ربحية السهم بنهاية السنة فإن مضاعف الربحية يهبط ويصبح السهم مغريا للشراء لرخص ثمنه، وهنا يجب ملاحظة أن انخفاض مضاعف الربحية يعتبر أمرا ايجابيا للسهم فقط اذا كان مضاعف الربحية المنخفض هو للأرباح المتوقعة للأعوام القادمة، وليس للفترة السابقة فإذا كان مضاعف الربحية للفترة السابقة منخفضا، فهذا قد يعني أن المستثمرين قد زهدوا في السهم وتركوه فانخفض سعره وبالتالي مضاعف ربحيته.

• إذا كان المكرر تحت الـ10 فإن سعر السهم يكون رخيصاً.

• إذا كان المكرر بين 10 و20 فإن سعر السهم يكون متوسطاً.

• إذا كان المكرر بين 20 و30 فإن سعر السهم يكون غالياً.

• أما فوق 30 فيكون غاليا جدا ولا يستحق سعره.

ما معنى مضاعف الربحية؟

مضاعف الربحية هو حاصل قسمة سعر السهم في البورصة/ نصيب السهم في الارباح، او مقلوب نسبة ربح السهم/ سعر السهم. وكلما زادت ربحية السهم مع ثبات السعر انخفض مضاعف الربحية، وبما يعطي نتيجة بأن السهم سعره اقل من المستوى المناسب. ويعرف مضاعف الربحية بأنه عدد المرات التي يتم فيها الحصول على الربح المحدد لاسترداد الاستثمار في السهم أو سعر السهم، ومن المعروف انه كلما زاد سعر السهم مع ثبات الارباح يزيد المضاعف والعكس صحيح، كذلك إذا قلّ ربح السهم مع ثبات السعر زاد المضاعف والعكس صحيح، ومن المتعارف عليه انه إذا قلّ مضاعف الربحية مقارنة بمضاعف الربحية الساري في قطاع الشركة أو في سوق المال زاد من احتمالات ارتفاع سعر السهم والعكس صحيح، حيث إن نسبة الارباح المتحصل عليها من السهم تعتبر اكثر من الساري.