تحوّل افتتاح الدورة الثالثة للمنتدى العربي - التركي والدورة الخامسة لمنتدى الاقتصاد والأعمال بين الجانبين في إسطنبول أمس، إلى مناسبة لإظهار التحول التركي شرقاً في اتجاه الدول العربية، مستفيداً من الزخم الذي أضفاه الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" على هذا التغيّر التركي، وعلى الانفتاح العربي السياسي والاقتصادي على أنقرة.

Ad

وقد توّجت الكلمات التي أُلقيت في المؤتمر التطور المستجد على العلاقات العربية - التركية، إذ دعا جميع المتحدثين إلى تعزيز هذا التعاون المبني على التاريخ والجغرافيا، والمصلحة المشتركة بين الطرفين.   

وجاءت كلمة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لتؤكد أن تركيا ماضية في خيارها الاستراتيجي لجهة الانفتاح على العرب، رغم تشديده أيضاً على أن هذا الانفتاح لن يكون على حساب العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي ومع الغرب.

وقال أردوغان في كلمته: "لا يجوز للتركي أن يعيش من دون العربي، والذي يقول ذلك مجنون، وبالنسبة إلى العربي فإن التركي هو بمنزلة عينه ويده اليمنى"، مستشهداً بتطور العلاقة مع سورية التي تحولت من شفا الحرب قبل عدة أعوام إلى التعاون الكامل حالياً، فضلاً عن إلغاء تأشيرات الدخول مع الأردن ولبنان.

وفي إشارة إلى الحديث المتزايد عن سعي أنقرة إلى لعب دور في منطقة الشرق الأوسط بعد أن فشلت في لعب دور في أوروبا، قال أردوغان إن حكومته لا تجري وراء دور في المنطقة، بل إن تحركها في القضية الفلسطينية وموضوع رفع الحصار عن غزة، يأتي رداً على الممارسات الإسرائيلية.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته أمام المنتدى، أنه "لا أساس حقيقياً لأيِّ حساسيات تعوق التعاون العربي-التركي"، معتبراً أنه "آن الأوان لتغيير المناخ العام في المنطقة، الذي أدى إلى الهزائم والاضطراب".

ورحب موسى بدور تركيا، محدداً أهم مجالات التعاون بينها وبين العرب في ثلاث نقاط تحظى بأهمية خاصة، هي القضية الفلسطينية، والأمن الإقليمي، والتقدم والرفاهية.

أما وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو، فقال إن السياسة الخارجية التركية تهدف إلى "تحويل المنطقة إلى حوض مشترك" و"منطقة آمنة"، مشيراً الى "أن أهم شيء لتحقيق ذلك هو القضية الفلسطينية، فمن دون تحرير فلسطين لن يتم تحقيق الأمن الحقيقي في المنطقة".

ووقّعت تركيا والأردن ولبنان وسورية أمس، إعلاناً مشتركاً لإطلاق مبادرة إنشاء منطقة تجارة حرة وخالية من التأشيرات، وستشكل الدول الأربع مجلساً للتعاون المشترك فيما بينها، لتحفيز التعاون في مجالات التجارة والزراعة والصحة والطاقة.

وأفادت وكالة أنباء "الأناضول" التركية بأن الإعلان الذي أُطلق في نهاية لقاء وزراء خارجية منتدى التعاون التركي-العربي، أشار إلى أن تركيا والأردن ولبنان وسورية عقدت العزم على التعاون في مجالات عدة، بينها التجارة والجمارك والزراعة والصحة والطاقة.

وأشارت إلى أنه سيتمّ تشكيل "مجلس تعاون مشترك" بين الدول الأربع.