المليفي... والبصلة!


نشر في 08-10-2009
آخر تحديث 08-10-2009 | 00:01
 د. ساجد العبدلي النائب السابق المحامي أحمد المليفي «أبو أنس»، هو واحد من النواب الذين أحترم وأقدر كثيراً، وبالطبع أنا أحترم جميع النواب السابقين والحاليين واللاحقين على مستواهم الشخصي، فهم بالنهاية إخوان لنا في الدين والوطن والإنسانية، ولكنني أقصد أني أحترم الأستاذ المليفي على مستواه الفكري، فالرجل كما بدا لي من سنواته النيابية يفكر بموضوعية، ويتكلم ويطرح قضاياه بموضوعية، ويتصرف إلى حد كبير بوقار يليق بنائب للأمة، ونادراً ما كان يقع في الاستدراجات للفرقعات الإعلامية أو في فخ الغوغائية السياسية، ككثير من زملائه.

كنت أقدّر أحمد المليفي كثيراً، على الرغم من اختلافي معه في قضية «البدون». وبالرغم من كل محاولاته لأن يظهر بمظهر العقلاني في النظر إلى هذه القضية، وأنه «فقط» ضد استغلال موضوع التجنيس لمن لا يستحقون، فإني رأيته وفي أكثر من موقف يكشف عن «نفسٍ عنصري» تجاه القضية، ومن هذه المواقف يوم دخل علينا من سنوات في أحد اجتماعات لجنة «البدون» في مجلس الأمة، ولم يكن عضواً فيها، ليتحدث ويطيل معارضاً تجنيس «البدون» بدعوى التحذير من المندسين، بالرغم من أن اللجنة لم يكن منوطاً بها أصلا فتح ملف الجنسية، وكان أعضاؤها قد قرروا عدم مس هذا الملف مطلقاً حتى لا يعرقل مساعيهم الرامية لتوفير الحقوق الإنسانية لـ»البدون».

ويبدو لي أن الأستاذ المليفي لايزال يعيش في نفس نفسيته منذ ذلك الوقت، فمنذ أيام وفي لقاء على شبكة الإنترنت مع رواد موقع الشبكة الوطنية الكويتية، ذكر: أن هناك خلايا استخباراتية عراقية تابعة للنظام البعثي تسعى للحصول على الجنسية الكويتية بجميع الطرق، وأضاف أن هناك فئة من «البدون» ليست قليلة أتت من العراق أيام النظام الصدامي البائد، وهي عبارة عن خلايا استخباراتية تعمل لمصحة النظام البعثي وتدّعي أنها «بدون» لكي تحصل على الجنسية الكويتية... وأن الكثير منهم الآن يعمل في مجال الصحافة والإعلام لتوجيه الرأي العام والإساءة للبلد ونشر الاضطراب والمشاكل فيه!

يدرك الأستاذ أحمد المليفي، وهو المحامي الضليع، أن هذا الكلام المخيف بل المرعب على الصعيد الإنشائي، لا يساوي في الحقيقة على ميزان الموضوعية مقدار «بصلة»، وأنه في حال بقائه على هيئته هذه سيكون ليس أكثر من خزعبلات، أو أضغاث «أقوال»، لا أملك إلا أن أحملها على محمل «الفرقعات الإعلامية» كمحاولة من الأستاذ المليفي للعودة إلى دائرة الضوء خشية انحسارها عنه!

عزيزي أبا أنس، وأنت من نحترم ونقدر، لم يردنا طرف علم بأنك قد صرت في الاستخبارات العسكرية أو في أمن الدولة، حتى تصدر عنك مثل هذه المعلومات البالغة الأهمية والحساسية، وحتى لو كنت كذلك- وسأفترض هذا مازحاً- فمثل هذه المعلومات ليست للتداول العلني، ناهيك عن البث عبر الإنترنت في المنتديات العامة، بل كان الجدير بك، ومثلك ليس يُعلَّم، وأنت من قلت إنه قد تواترت لديك المعلومات عن ذلك، أن تذهب إلى الأجهزة الأمنية المختصة فتبلغ عن هؤلاء البعثيين المندسين، لأن خطرهم قائم وواقع سواء حصلوا على الجنسية الكويتية أم لم يحصلوا عليها طالما أنهم بيننا!

خلاصة الأمر هي أن الكرة الآن في ملعب وزارة الداخلية، ومعالي وزيرها، والذين ليس بإمكاننا إلا أن نراهم بعد تصريحات الأستاذ المليفي هذه، التي كشفت عن هذه الجريمة «النكراء» وهذا الخطر «الداهم»، بافتراض أن تصريحاته فيها طرف من حقيقة، إلا في صورة مَن لا يدري عن «هوى داره»، وهم أمام واحد من خيارين: إما أن يطالبوه بالكشف عن معلوماته ومصادره ومن ثم القبض على المجرمين، وإما اتهامه بإشاعة الأخبار الكاذبة وزعزعة الأمن!

back to top