• أنت مفصول. لقد تغيبت عن العمل مدة طويلة جداً من دون عذر شرعي، ولعلك تعلم أن هذا معناه تعطيل إنتاجية الدولة.

Ad

• هذا صحيح، لكن الأمر لم يكن بإرادتي، فقد كنت محبوساً منذ عام في السجن المركزي.

• بأي تهمة؟

• إهدار وقت الدولة.

• كيف؟

• عندما جاء رجال الشرطة لاعتقالي في المرة الأولى لم أكن موجوداً في المنزل، وحين سألوا عني في المعمل لم أكن موجوداً أيضاً.

• أين كنت مختبئاً؟

• لم أكن مختبئاً. كنت أمضي مدة حبسي في سجن الاستخبارات. أمضيت هناك عامين كاملين.

• بأي تهمة؟

• إفشاء أسرار الدولة.

• كيف؟

• زلة لسان. كانوا قد أخذوا مني تعهداً بألا أتحدث في الموضوع، لكنني سهوت، فعندما قال لي جاري {لماذا لا نراك؟} أجبته بأنني كنت محبوساً في إدارة الأمن العامة.

• بأي تهمة؟

• التآمر على أمن الدولة.

• كيف؟

• حاولت تهريب رسالة إلى أهلي كي أعلمهم بمكان وجودي، ذلك بعد سبعة أشهر من حبسي في المنظومة الحزبية.

• بأي تهمة؟

• عدم التعاون مع الدولة.

• كيف؟

• كان مطلوباً مني أن أكتب تقارير دورية عن العمال والجيران والأقارب. لكنني تقاعست. لم يكن الأمر بيدي. فبماذا أكتب، وعمن أكتب؟ لقد منعوا عني الأقلام والأوراق ورؤية الناس، كأي معتقل في زنزانة انفرادية.

• أين كنت معتقلاً؟

• في المباحث العامة.

• بأي تهمة؟

• بث الإشاعات المسيئة للدولة.

• كيف؟

• كنت قد بعثت رسالة إلى المحافظ، أشكو فيها من تعرضي للتعذيب بغير ذنب.

• متى؟

• بعد خروجي من سجن العاصمة الذي أمضيت فيه خمسة أشهر.

• بأي تهمة؟

• توزيع {مناشير} على العمال.

• ما فحوى هذه المناشير؟

• ليس لها أي فحوى. إنها مجرد مناشير.

• وضح.

• ذلك جزء من عملي أيها السادة. فأنا كما تعلمون مسؤول عن قسم النجارة.