على الرغم من الخبر الذي تناولته وسائل الإعلام حول تصنيف دولة الكويت كأكثر شعوب الأرض سعادة فإن البعض لا يروق له هذا التصنيف، مصرّاً على جعل الحياة كسمّ الخياط، وكأنه في رواندا أو أفغانستان ليتناسى عن عمد روعة العيش فيها.
بلادي وإن جارت علي عزيزةوأهلي وإن ضنوا علي كرامهذا البيت اختلف المؤرخون في نسبه إلى صاحبه إلا أن القول لأبي فراس الحمداني هو الأرجح، وقد شاع ليصبح مثلا يضربه العرب اعتزازا بالوطن والأهل، وإن صعبت وضاقت سبل العيش وجار الأحبة.في الحبيبة الكويت ظهر لنا فريق توشح السواد روحه، فلا يرى الجمال ولا يعرف الفرح طريقا لقلبه، فهو ممتعض من كل شيء، ولا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، حتى بدأ الناس بالتكلم عن رفع البركة كنتيجة لكثرة التذمر والحسد والحقد أحيانا, كما أن البعض امتهن الذم والشماتة والفضائح والتدخل في الأمور الشخصية كوسيلة للعيش والظهور.حديث أم راشد عن التفاؤل أسعدني كثيرا، حيث تبادلنا نقاط الإشراق والإضاءة في الكويت لنعدد ما اتفقنا عليه، ورتبناه حسب الأولويات فكان كالتالي:- حرية التعبير والنقد في حدودها القصوى إذا ما قورنت مع الدول المحيطة وكل دول العالم الثالث، وهي نعمة الحرية والعيش الكريم واحترام الذات البشرية التي كرمها الله سبحانه وتعالى, ولكن لكل قاعدة شواذ، وهؤلاء يتكفل بهم القانون والعرف الاجتماعي الذي سينبذهم حتما.- مجانية التعليم والعلاج رغم بعض التقصير، إلا أنهما بقيا متاحين لكل الكويتيين دون استثناء، ويمكن تطويرهما لولا التدخلات والتكسب الفج والفظ مثل قضية المناهج والعلاج بالخارج.- سهولة المواصلات والتواصل، فلا تجد بيتاً يخلو من سيارة أو نقال بيد الأطفال والخدم.- سكن شبه مجاني أو بدل إيجار لحين الحصول على بيت أو أرض وقرض.- علاوة زوجية للأطفال لحين حصولهم على الوظيفة.- وظيفة على الحكومة توفيرها لكل خريج براتب يعد الأفضل خليجيا.- راتب تقاعدي.- جواز سفر يؤمن لك السفر في كل أنحاء العالم.- استقرار سياسي بحيث مهما تغيرت الحكومات لا تشعر بتغير السياسات الإيديولوجية.- قلة الفوارق الطبقية والاجتماعية.- احترام الأغلبية العظمى من أبناء الوطن للديانات والمذاهب.هذا الحديث نقلته لصديق ويا ليتني لم أفعل، فلقد سرد لي قائمة طويلة من أمثلة السواد معللا ذلك بنقص الخدمات والفساد الإداري والمالي، وضعف ذات اليد، وغلاء الأسعار، والواسطة، والمحسوبية وطابور الانتظار للحصول على بيت الزوجية والوظيفة والتفرقة بالكوادر والعذاب في تخليص المعاملات وقدم المستشفيات وعدم وجود جامعات بالإضافة إلى حوادث الطرق، وتوزيع المناصب وفق منظومة ولد فلان و...و... إلى أن طلبت منه أن يصمت ولا يزيد.انتهى حديثي معه لأجد نفسي أمام قوله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا* ويرزقه من حيث لا يحتسب" (الطلاق 2-3).أخيرا رمضان كريم وعلى الأبواب فليتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال.ودمتم سالمين.
مقالات
البريد العام: الوشاح الأسود والشعب السعيد
06-08-2010