بلاغة شف
 سمو الرئيس والسعدون والهند...


سمو الرئيس والسعدون والهند...


1- شهدت البلاد خلال الأسبوعين الماضيين زيارتين، الأولى لدولة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والثانية لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء البحريني، وبعيداً عن يأس الكثيرين مما يمكن أن يتأتى من قبل هذه الزيارات فإننا نعتقد في أهميتها، فقد تعقَّدت علاقات الدول والأمم وأصبح تعزيزها مرهوناً بتفاعل وتواصل قياداتها العليا وبانسجام المواقف بين أصحاب القرار فيها...
ولما كان سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء ممن نشأوا وترعرعوا في حضن الدبلوماسية وواحداً من قلة تدرك تداخلاتها وتقاطعاتها، فإننا نتمنى عليه أن يقوم بجولة خليجية وعربية، خصوصاً أنه قد زار دولاً عدة منذ تولّيه رئاسة الوزارة، ونتمنى على السادة مستشاريه أن يبحثوا هذا المقترح ويعطوه حقَّه من الدراسة، وهم يعرفون أن علاقاتنا الخليجية خاصة والعربية عامة تتداخل فيها الحساسيات الاجتماعية بالاعتبارات السياسية، وتلك ملاحظة لا نظن أنها ستغيب عن سمو الرئيس أو عن السادة مستشاريه...

***

2- اقتراح النائب الفاضل أحمد السعدون بزيادة رأسمال صندوق التنمية إلى 10 مليارات دينار لتمويل المشاريع التنموية الواردة في خطة الدولة اقتراح وجيه ويستحق الوقوف عنده كثيراً، ففي دول العالم المتطور تموِّل الدولة شركاتها بقصد دعمها وتقوية قدرتها التنافسية أمام شركات الدول الأخرى... فاليابان مثلاً لديها بنك حكومي متخصص في تمويل الشركات اليابانية المنافسة في مشاريع عالمية عملاقة، ويصل حجم تمويله إلى أكثر من 75 في المئة أحياناً... ومقترح النائب الفاضل أحمد السعدون فيه الكثير من المساندة والدعم للشركات المحلية وتأهيلها ومساعدتها على القيام بتلك المشاريع التنموية العملاقة، كما أنه يضفي شفافية تحتاج إليها خطة التنمية... الموضوع يستحق البحث بعيداً عن التراكمات والتقاطعات السياسية...

***

3- هذا الأسبوع أقر البرلمان الهندي قانوناً أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه قرار تاريخي... القانون تزامن مع الاحتفالات بمئوية يوم المرأة العالمي، وهو يقضي بتحديد كوتا (نسبة) لمشاركة المرأة في الهند في المجالس المنتخبة لا تقل عن 30 في المئة من نسبة التمثيل... وبذلك يكون البرلمان الهندي قد حقق انتصاراً للمرأة لم تحققه أرقى الدول في العالم، ولو استطاع أعضاء البرلمان الهندي رفع النسبة إلى حد المناصفة لسجَّلوا إنجازاً بشرياً لم تسجله حضارة قبلهم... الحمد لله أن الله لم يبتلِ البرلمان في نيودلهي بأعضاء مثل أعضاء لجنة الظواهر السلبية عندنا... وكما قال أهل البحر قديماً «الهند هندك... لي قل ما عندك...»!