«فتح» و«حماس» تختلفان... حتى على عقارب الساعة
لم يتفقوا على عقارب الساعة، فكيف سيتفقون على وحدة الوطن والأرض؟ هذا ما قاله الفلسطيني يوسف خلف، وهو في العشرينيات من عمره، تعليقا على ما تتناقله الأنباء من حراك عربي فلسطيني لإنضاج توقيع المصالحة بين الفصيلين المتناحرين على السلطة قبل القمة العربية.وقرّرت حكومة "حماس" الذي تدير شؤون قطاع غزة، خلال اجتماعها الاسبوعي مساء أمس الأول بدء العمل بالتوقيت الصيفي اعتبارا من منتصف ليل الجمعةـ السبت، في حين أصدرت حكومة سلام فياض قرارا الاثنين الماضي للبدء بالتوقيت الصيفي اعتبارا من منتصف ليل الخميس- الجمعة. ويشكك خلف الذي تخرج من جامعته قبل سنوات، ويبحث عن فرصة عمل في احدى المنظمات الدولية العاملة في القطاع، يشكك في جدوى اللقاءات والاتصالات المستمرة لدفع حركة حماس الاسلامية إلى التوقيع على ورقة المصالحة.
ويقول الشاب بتذمر، لـ"الجريدة": "على توقيت الساعة مختلفون، فكيف سيتفقون على برنامج سياسي واحد ؟"، معربا في ذات السياق، عن سخطه على الحال التي وصلت إليها الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، ولاسيما في القطاع المحاصر منذ سنوات.ويعيش الفلسطينيون في القطاع الذي ازداد فيه مؤشر الفقر، دون أمل في نضج حل ينهي حال الانقسام السياسي المرير، وينهي معه التعصب الحزبي الذي يفتك بالفلسطينيين منذ سنوات.وتخشى لينا وهي معلمة في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، من اندلاع حرب جديدة في القطاع، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام السياسي بين فتح وحماس. وتقول لينا التي تسير في شارع ترفرف فيه اعلام حركة حماس الخضراء بكثرة، لـ"الجريدة": " السياسيون لا يهتمون بمعاناة الشعب الفلسطيني، فنحن من نحصد نتائج الانقسام والحصار وغيره"، وأعربت عن أملها قيام حركة حماس بالتوقيع على ورقة المصالحة لانهاء ما أسمته بالوضع "الشاذ". ولا يختلف الحاج أبو علاء وهو جنرال متقاعد، مع سابقته بعدم اهتمام الساسة بأوضاع الناس في القطاع، وأضاف: "حياتنا أصبحت مقتصرة على البحث عن مصادر بديلة للكهرباء، والغاز، والماء"، مشيرا الى غلاء الاسعار اثر تحكم أصحاب الانفاق والتجار بالسلع والبضائع المهربة. ولجأ الغزيون الى تهريب السلع والبضائع عبر الممرات الارضية أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وغزة، بعد ان احكمت اسرائيل حصارها للقطاع، ومنعت إمداده بالمواد والحاجات اللازمة للحياة اليومية.