كرنفالات المدن الإيطالية الكبرى كانت المادة الرئيسة التي استوحت منها الفنانة التشكيلية المصرية مي مهاب أعمال أحدث معارضها التشكيلية المقامة حالياً في مسرح الجمهورية بالقاهرة، تحت عنوان «ألوان فينيسيا»، وسط إقبال واسع من جانب الجمهور والنقاد.

Ad

جمع المعرض لأول مرة بين فنَّي الرسم والكولاج، واستخدام الخردوات وبقايا الخامات المختلفة، إلى جانب الألماس واللولي في توظيف لأشكال مختلفة من أقنعة الوجه عبر ثلاثين لوحة من الأعمال الحداثية، التي تؤكد الانسياب الداخلي للأعمال الفنية في تجربة مستوحاة من الاحتفالات الكرنفالية في مدينة فينيسيا الإيطالية.

وفي الوقت ذاته، لم تكتفِ الفنانة الشابة بالوجه الغربي، بل مزجت بين أشكال المرأة في الحضارات المختلفة ومنها المرأة العربية المحجبة.

وقالت مهاب لـ«الجريدة»: "استوحيت فكرة المعرض عندما كنت في إيطاليا، وشاهدت المهرجانات التي تُقام في مدينة فينيسيا التي يتم فيها ارتداء الأقنعة على اختلاف أشكالها وتنوعاتها الثقافية والحضارية، استخدمت الأقنعة في أعمال ثلاثية الأبعاد بعد دمجها في أطر خارجية، بالإضافة إلى استخدام الأكسسوار بمختلف الخامات، مثل كِسر الألماس والنحاس واللولي والقماش بأنواعه والورود وريش النعام والطاووس".وتخرج وجوه أقنعة المسرح في أعمال مهاب عن حيدتها المعروفة، لتحمل معاني ورموزا مكثفة بين الفرح والسعادة والحزن، بعيداً عن نمطية شكل قناع المسرح المتعارف عليه، وتتجلى في أعمالها تأثيرات فنية لحضارات معينة في هذه اللوحات، كالتأثيرات الصينية والفرعونية والأوروبية التي تأتي نتيجة تأثرها بفكرة مهرجانات إيطاليا التي تستوحي أشكال أقنعتها من مختلف الحضارات الكبرى، القائمة على تنوع الحضارات وتمازجها، مؤكدة في الوقت ذاته بصمتها الخاصة المتمثلة في المزج بين أكثر من أسلوب فني. وعن تفضيلها لفن الكولاج، ترى مهاب أن "فن الكولاج أعتبره أسلوب رسم أكثر ممّا هو فن، فهو يعتمد على الخامات المتناثرة في الطبيعة من أوراق وزجاج وأي خردوات تستخدم لإظهار لوحة فنية غير متوقعة، ويعتمد على إلصاق هذه الخردوات على اللوحة المراد الرسم عليها، سواء كانت ورقا أو خشبا أو زجاجا، ما يعطي مساحات أكبر للإبداع".