«دواء سياسي»


تميز الجو الكويتي على مدى السنوات الأخيرة بظاهرة ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار مما أدى إلى زيادة نسبة الغبار في الجو... وعليه اعتمد أبناء الديرة المقتدرون والمقترضون «أجارنا الله وإياكم منها»، السفر إلى الخارج.

كما اتجه المستهلك الكويتي وكعادته إلى اقتناء ما هو جديد بشراء وتركيب الفلاتر المنزلية لتخفيف حدة ارتفاع نسبة الغبار ضماناً لتخفيف الإصابة بأمراض الحساسية والربو.

وأنصح الذين يخافون من الإصابة بالإنفلونزا الحادة أن يأخذوا حقنه مناعة تخفف الآثار الجانبية لمرض الحساسية المزعج والمرتبط بالتقلبات الجوية.

المهم في الموضوع أن أدوية الحساسية متوافرة والحمد لله، لكن الدواء الذي يزداد الطلب عليه ونحتاجه كمواطنين هو دواء «الحساسية السياسية» التي بدأت تنتشر في كل مكان في «الديرة»... فهذا الدواء لا تستطيع وزارة الصحة أن توفره فهو يحتاج إلى وصفة سياسي مخضرم بمعيته نخبة من مدمني السياسة و»اللي مفتحين».

وإليكم وصفة استخدام الدواء:

• الجرعـة: 500 ملم للذين يحق لهم الاقتراع والمهتمين بأمور السياسة «للذكر مثل حظ الأنثيين».

• دواعي الاستعمال: لأولئك الممتعضين من الحالة السياسية بالبلد.

• التأثيـــر : يصيب الأذن واللسـان والعين بضعف كبير.

• المدة الزمنية: كلما دعت الحاجة ولمدة تزيد على أسبوعين.

المهم في هذا الدواء أنه عجيب وسحري وله آثار جانبية إيجابية عكس جميع الأدوية، لأنه يدخل ضمن الأدوية المنشطة والمحفزة التي تعطي صاحبها القدرة على المضي قدماً في إنجاز الخطط والسياسات والانفتاح على الاقتصاد العالمي والتصدي للمشاكل العالقة كالإسكان والتعليم والصحة والنهوض بتلك القطاعات. ويمكن لهذا الدواء أو المصل إذا تمت عليه بعض التعديلات أن يساهم وبشكل فعال في حل قضية البدون، والمعاقين، والمتزوجة من غير كويتي.

كل هذا في المصل أو الدواء السحري... لذا يجب ألا نقف عند حق مقدم الوصفة دستورياً وألا نخضعه للتفاسير الدستورية أو غير الدستورية.

المشكلة الوحيدة التي تواجه هذا الدواء هي إقراره كقانون يتطلب التصويت عليه بحسبة 25+1 من دون تدخل من الحكومة، وفي حال إقراره سنرتاح من سماع ما لا يعنينا والاكتفاء بما يعنينا.

ودمتـم سالمين.