تسارعت وتيرة الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان في اليومين الفائتين، وآخرها في قوسايا أمس، بينما لم يأتِ اجتماع اللجان النيابية المشتركة على قدر التوقعات، على أثر نقاش ساخن وانسحاب «استعراضي» لنواب تكتل التغيير والإصلاح، بعد رفض الأخذ باقتراح تقدموا به.

Ad

عدا الملفات الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية، من مصير الانتخابات البلدية وآلية التعيينات الإدارية، وصولاً إلى القرار الرسمي بشأن الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية، طفت الأحداث الأمنية إلى الواجهة السياسية.

وبعد حادثَي عيون أرغش منذ أيام ومنطقة الصفير أمس الأول، اللذين لم تتضح خلفيتيهما، توجهت الأنظار أمس إلى البقاع الأوسط، على خلفية اشتباكات بالأسلحة دارت بين عناصر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة"، أدت الى مقتل عنصر وجرح آخرين، على وقع تضارب في المواقف بشأن حدوثها.

وبينما ردّت تقارير إعلامية الاشتباكات، التي أوقف الجيش اللبناني على أثرها أربعة من "الجبهة الشعبية"، إلى محاولة انشقاق وتمرد داخلي، لفت الانتباه التباين في المواقف بين قياديي الجبهة الشعبية-القيادة العامة، إذ بينما اتهم المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية-القيادة العامة  أنور رجا رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن بالوقوف خلف الاشتباكات، على خلفية "محاولة مجموعة من فرع (المعلومات) أن تطعن أحد مواقعنا في كفر زبد"، واضعاً ذلك في إطار "تحقيق للمطلب الإسرائيلي بنزع سلاح الجبهة"، ردّ مسؤول الجبهة في لبنان أبورامز مصطفى الاشتباكات إلى "محاولة أحد عناصر الجبهة أن يحلّ بعض الإشكالات الداخلية مع رفاقه بطريقة خاطئة، إذ عمد إلى المجيء برفقة عدد من أقربائه وأفراد أسرته الذين لا ينتمون الى الجبهة إلى موقع كفر زبد".

واستدعت الحادثة سلسلة من ردود الفعل المنددة، جاء أبرزها على لسان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي قارن التباين في التعاطي بين حادثة "عيون أرغش" والحوادث الثلاثة في منطقة "الصفير"، و"الهرمل" و"كفرزبد"، داعياً "الدولة اللبنانية بكلّ أجهزتها" الى "تطبيق القوانين على جميع الناس دون تمييز وبشكل صارم"، وسأل: "في حادثة الصفير هل تمّ توقيف احد ما؟ هل قام الجيش بمداهمات أم صادر أسلحة؟ عدا ما حصل في كفرزبد، والجواب: طبعاً لا".

وشجبت كتلة "نواب زحلة" الأحداث التي تجري في البلدات والمواقع الفلسطينية بالبقاع الأوسط، واعتبرت أن "هذا الأمر ضرب للاستقرار في المنطقة"، مطالبة الجيش اللبناني بـ"أخذ زمام المبادرة على الأرض وتسلّم المواقع التي تجري فيها الاشتباكات".

قانون «البلديات»

وفي مجلس النواب، شهدت اللجان النيابية المشتركة سجالاً حاداً على خلفية مطالبة نواب "تكتل التغيير والاصلاح" رئيس الجلسة النائب فريد مكاري، بطرح مشروع القانون على التصويت بمادة وحيدة، خلافاً لآراء نواب الأكثرية، الذين تمسكوا بالنقاش مادة مادة، ما أدى الى انسحاب النائب نبيل نقولا، وتبعه النائبان زياد أسود وعباس هاشم. وبينما نعى نقولا بعد خروجه "للشعب اللبناني" كل "ما يخص الإصلاحات"، مؤكداً أننا "لن نكون شهود زور"، هدد النائب آلان عون بمقاطعة الجلسة المقبلة، ما لم يتم الأخذ بالاقتراح.

واتهم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري نواب التكتل بالسعي الى "عرقلة العملية الانتخابية وتأجيل الانتخابات البلدية، بإصرارهم على إرسال المشروع فوراً الى الهيئة العامة للمجلس النيابي، من دون أن تناقشه اللجان، معتبراً أن هذا الطرح "يتنافى كلياً مع أصول التشريع".

وفي إطار الاستعداد لمعركة "البلديات"، أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد ترؤسه اجتماعاً للماكينات الانتخابية لـ"حركة أمل"، التحالف الذي "لا تنفصم عُراه" مع "حزب الله"، لأنّهما "يجسّدان خط التنمية والتحرير"، موضحاً أن "هذا التحالف سيعمل من أجل مشاركة كاملة للفاعليات والعائلات والأحزاب الحليفة في إنتاج المجالس البلدية".

الحريري في إسبانيا

في مدريد، بدأ رئيس الحكومة سعد الحريري زيارته الرسمية الى إسبانيا، حيث التقى أمس، كلاً من الملك خوان كارلوس، ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو، الذي أكد أن "بلاه ستبذل المزيد من الجهود في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط"، بينما أشاد الحريري بالدور "الذي تلعبه قوات اليونيفيل في الجنوب"، معتبراً أن "إسبانيا ومن خلال ترؤّسها الاتحاد الاوروبي ستلعب دوراً فاعلاً في عملية السلام، لأن تداعيات الفشل ستزيد التطرف، خاصةً أن التطرف لا حدود له"، مؤكداً أن "الوضع في لبنان لن يستقر إلّا على اساس الاستقرار في المنطقة".

قضائياً، أبدى النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي سعيد ميرزا، مطالعته في الاساس بقضية استهداف حافلة عسكرية في محلة البحصاص بطرابلس خلال سبتمير 2008، التي أدت الى استشهاد 4 عسكريين ومدنيين وجرح عدد آخر، وطلب عقوبة الإعدام لعشرة مدعى عليهم، من بينهم المعروف بأمير "فتح الاسلام" عبدالغني جوهر.