الغزو التركي
الكويتيون جميعاً بغض النظر عن أصولهم وأحسابهم وأنسابهم سواسية أمام القانون، وللجميع نفس الحقوق وعليهم الواجبات نفسها، فلا يصح أنه كلما حدث اختلاف في وجهات النظر بين اثنين أن يفتح كل طرف منهما أصل وفصل الطرف الآخر.
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
إلى جانب الحساسية الطائفية المتفشية هناك حساسية من نوع آخر بين الحضر والبدو تظهر تحت مسميات عدة، فهي تظهر مرة تحت مسمى تقسيم الكويت إلى مناطق داخلية حضرية ومناطق خارجية بدوية، ومرة أخرى تطل برأسها تحت مسمى عيال بطنها وعيال ظهرها، ومرة ثالثة تحت مسمى المزدوجين والأصلاء، وهلم جرا. من يسمع هذه التقسيمات قد يتصور أن شعب الكويت يبلغ عشرات الملايين، ولا يدري أن عدد المواطنين لا يكاد يتجاوز المليون نسمة، فالكل يعلم أن أرض الكويت بما حباها الله من نعم كثيرة كانت مسرحا لهجرة سكانها من الدول المجاورة لها، وبالتالي ليس لأحد أن يدعي أنه الوحيد النبت الأصيل في الكويت، بينما غيره "طراثيث"، فالكويتيون جميعاً بغض النظر عن أصولهم وأحسابهم وأنسابهم سواسية أمام القانون، وللجميع نفس الحقوق وعليهم الواجبات نفسها.لا يصح أنه كلما حدث اختلاف في وجهات النظر بين اثنين أن يفتح كل طرف منهما أصل وفصل الطرف الآخر، ويتساءل كيف وصل إلى الكويت وأين كان قبل ذلك، وما مهنة أجداده، وعما إذا كان "ولد حمولة" أو "بيسري" أو غير ذلك من الأمور، ولا يجوز على رأي المثل اللبناني أنه "كلما دق الكوز بالجرة" أن نعود إلى الجاهلية الأولى، في حين أن رسولنا الكريم الذي ندعي الاقتداء به يؤكد أن "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، ويكفى لمعرفة قبح هذا التصرف أن الله أفرد سورة التكاثر لذم ظاهرة التنابز والتفاخر بالأنساب والأحساب. هذا بالطبع لا يعني ألا يعتز الإنسان بأصوله، فهذا حق له، ولكن ما لا يحق لأحد هو أن يتعصب الإنسان لقومه أو قبيلته أو طائفته، وفي ذلك يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين "ليس من العصبية أن يحب المرء قومه، ولكن العصبية أن يرى شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين".تعليق: أعضاء مجلس الأمة أصبحوا متطرفين إما في استهداف الشيخ ناصر المحمد بكثرة الاستجوابات، وإما في الدفاع عنه إلى حد الموافقة على سرية مناقشة الاستجوابات خوفاً عليه من التجريح، وإلا ما الأمور التي تستدعي السرية في استجواب الطاحوس عن تلوث البيئة. فبين التأزيميين والانبطاحيين أضاع المجلس المشيتين؟!