السامري والعاشوري والحساوي والصوت للاحتفاء بذكرى الغوص

نشر في 21-07-2010 | 00:00
آخر تحديث 21-07-2010 | 00:00
الغوص الجائر من قبل البعض أدى إلى خلو البحر من المحار واللؤلؤ
نظم النادي البحري الكويتي الرياضي حفلاً شعبياً في بندر الغوص في الخيران احتفاء برحلة إحياء ذكرى الغوص الثانية والعشرين التي تنظمها لجنة التراث البحري في النادي من 15 إلى 24 يوليو الجاري.

على أنغام الفنون الفلكلورية أقام النادي البحري الرياضي حفلاً فلكلورياً حيث أنشد الشباب في بداية الحفل أغنية من الفن العاشوري «أول ما نبدي شنقول...شللاه....ألف الصلاة على الرسول...شللاه» ومن ثم بالفن الدواري، الذي يؤديه البحارة عند سحب المرساة من البحر، حيث يقفون في صفين متقابلين ممسكين بحبل وهم يرددون في البداية «صلينا على النبي صلينا على النبي»، وعندما يبدأ النهام (مطرب السفينة) بنهمة الدواري يزمجر الجميع، وعند دخول الايقاع (الطبل) يبدأون بسحب المرساة والدوران في حلقة على سطح السفينة والتصفيق مع الايقاع ويغنون، وقد غنى الشباب بعض ابيات الثناء على الرسول «بيت الرسول مكة يا مدينة»، تلاها اغنيتان من فن المخالف «مريكب الحبيب» و«كوكب نبات ياعمي»، تلاه الفن الحساوي بأغنية «منزلنا ابرك دار... على الهير والمحار».

وتجاوب الجمهور مع فن الصوت حيث ادى الشباب صوت «حرك شجوني»، ومن ثم اغنيتين سامريتين «مرحبا بالخضر» و«وش ذا الونين ياعبيد»، ثم اغنيتين من تأليف ثامر السيار «غواصنا دش البحر... خاطف بشراعة مفتخر» و«سرى الليل يا جمال»، وقد تنوعت الاهازيج بين الاغنيات التي عبرت عن مجموعة من الفنون الشعبية والحرية كفن السنجني ويؤديه البحارة عقب الانتهاء من طلاء السفينة (الشونة) ويصاحبه ايقاعات الدفوف والطويسات، وفن الليوة، واختتم الحفل بعرضة بحرية «حريبنا يا من تعنا».

تحية أميرية

نقل رئيس النادي البحري اللواء متقاعد فهد الفهد تحية سمو امير البلاد وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء الذين تمنوا لشباب الغوص التطور والنجاح.

واشار الفهد في كلمة ارتجلها في حفل النادي البحري الذي تنظمة لجنة التراث بإشراف مستشار اللجنة ثامر السيار في بندر الخيران مساء أمس الأول الى ان هذه الرحلة ضمت عددا غير مسبوق منذ بداية رحلات الغوص، حيث تشارك فيها 15 سفينة على متنها 190 شابا من مختلف الاعمار، موضحا ان غالبية المشاركين كانوا من الشبان الجدد.

واستغرب الفهد خلو المغاصات من المحار مما يشكل إساءة للبيئة، مؤكدا ان التعليمات التي يتبعها شباب التراث البحري هي ترك المحار الصغير ليتسنى له النمو، متمنيا من الهيئة العامة للبيئة القيام باللازم.

وثمن الفهد جهود وزارة الشؤون والهيئة العامة للشباب والرياضية وبيت التمويل الكويتي وبنك الخليج وادارة خفر السواحل والهيئة العامة للبيئة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية ووسائل الاعلام وجميع الجهات التي ساهمت في دعم هذه الرحلة، متمنياً ان تكون ناجحة.

«الغوص... غوصين»

من جانبه، أكد استشاري لجنة التراث البحري النوخذة خليفة الراشد في حديث لـ«الجريدة» ان الاجواء الحارة هي ما اعتاد عليه الكويتيون من الماضي حين تعلموا هذه المهنة الا ان حلول شهر رمضان المبارك في اغسطس ادى الى تقديم موعد رحلة الغوص.

وقال: «عندما يكون الهوا كوس فذلك ليس في صالح سير المحامل والغاصة»، موضحا أن حركة الرياح تؤثر سلبا أو ايجابا في مدة وصول السفن الى الهيرات الى جانب تأثير الجو المغبر وتقادم درجات الحرارة عليهم الا ان البحرية «ما ينخاف عليهم» مؤكدا ان الرحلة ستتكلل بالنجاح.

وبين الراشد انه «في السابق اذا صادف موسم الغوص شهر رمضان يقسم الى قسمين ويقال الغوص.. غوصين الا ان الفترة الحالية قصيرة واختيارية مقارنة بالماضي».

رحلة قطر

وعن مشاركة لجنة التراث البحري في رحلة احياء ذكرى الغوص الأولى في قطر قال الراشد «تلقينا دعوة رسمية في النادي البحري من قبل سمو الشيخة موزة حرم امير قطر الشيخ حمد آل ثاني لمشاركة قطر الشقيقة في رحلتها الأولى من باب التبادل الثقافي والمشاركة الفعالة في الانشاطة التراثية، موضحا اشتراك معظم دول الخليج عدا السعودية، ولافتا في الوقت ذاته الى ان الرحلة كانت تحت رعاية الشيخة موزة وبرغبة سامية منها.

وأكد الراشد ان لجنة التراث البحري كانت تطمح منذ السابق إلى أن تكون لها رحلة في كل عام لإحدى دول الخليج، مثنيا على المبادرة الكريمة من دولة قطر بهذا الخصوص، مؤكدا ان الرحلة نجحت من خلال البرنامج الذي وضع حيث تشارك الشبان الكويتيون مع اقرانهم القطريين في الغوص محققين مكسبا ثقافيا لهم، لافتا الى الاختلافات البسيطة بين طريقة الغوص بين الطرفين.

قانون الغوص

ولفت الراشد الى الاختلاف الجوهري بين قانوني الغوص الكويتي والقطري، مشيرا الى ان الاخير اكثر مرونة في مدة الدين والسلفة الخاصة بالبحار، مبينا ان القانون الكويتي يضمن حق النوخذة أكثر من ضمان حق البحار الى جانب أنه قانون واحد يتبعه جميع اهل الكويت مقارنة بالقانون القطري الذي يتغير من نوخذة الى آخر الا انه يتضمن احكاما عامة تسود المنطقة هناك.

وبين الراشد ان مسميات البحرية لا تختلف لدى قطر عما في الكويت كـ«السيب والغيص والنوخذة»، وغيرها الى جانب اسماء السفن، الا ان القطريين ينتشر لديهم استخدام سفن معينة مقابل اخرى، مشيرا الى ان الاجواء والمغاصات والعمق تختلف بين الكويت وقطر حيث اعتاد الكويتيون الغوص بمسافة العمق القليل والمتوسط حتى 18 باعا (أي 36 مترا) اما في قطر فأقل الهيرات عمقها 18 باعا.

الهيرات

وأوضح الراشد ان الهيرات العميقة كانت مستحبة في السابق لاتضاح الرؤية والحصول على «القماش» (اللؤلؤة الصغيرة) حيث يفضل الطواويش (تجار اللؤلؤ) شراء القماش لانتشارة في السوق وكثرته بالهير الواحد، لافتا النظر إلى اختلاف الاجواء في فترة الغوص بين الكويت ودول الخليج حيث تتميز ايام البوارح لديهم في المغاصات العميقة البعيدة بصفاء البحر على عكس الكويت.

ودعا الشباب الى الانخراط في هذا النشاط لما له من اثر ايجابي في حياتهم العامة والخاصة من خلال تعليمهم تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس من خلال احساسهم بمعاناة من أسسسوا كويت الماضي.

 الغوص الجائر

وبدوره، شدد النوخذة حامد السيار على ان تعليم اكبر شريحة من الشباب الكويتي الغوص ما هو الا رغبة اميرية من قبل سمو امير البلاد، مؤكدا ان شباب هذه الرحلة الـ190 كانوا من خيرة ابناء الكويت من خلال امتثالهم للاوامر والطاعة لإحياء ذكرى آبائهم واجدادهم.

واستهجن السيار عدم وجود اللؤلؤ في مغاصات الخيران وغيرها من المغاصات القريبة التي اعتاد الشباب على الغوص فيها لقربها من الساحل ولحداثة تعلم معظمهم للغوص، مؤكدا ان الغوص الجائر من قبل البعض ادى الى خلو البحر من المحار واللؤلؤ بعيدا عن توصيات الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية حيث اتلف البيئة.

وأكد ان في كل رحلة احياء ذكرى الغوص يلتزم الشباب بتعليمات الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في طريقة الغوص واخذ المحار الذي يحتاج فترة إلى النمو في البحر لتكوين اللؤلؤ وقال: «رحنا اربع هيرات ما لقينا فيها شي والغوص الجائر أذّانا» الامر الذي دعا إلى التوجه الى هيرات بعيدة، مؤكدا تجاوب شباب الغوص مع الاعماق المتوسطة.

أجواء تراثية

ولفت السيار الى ان الرحلة حتى الآن ناجحة رغم الاجواء الحارة التي ترهق البحار جسديا ونفسيا وفترة التدريب القصيرة التي كانت قياسية مقارنة بالاعوام السابقة (ثلاثة اسابيع) طامحا الى زيادة عدد السفن والمشاركين في كل سنة عن سابقتها.

وعن رحلة النادي البحري الى دولة قطر قال السيار: «شارك 32 شخصا من لجنة التراث البحري على محملين، وقد كانت رحلة ممتازة ومؤهلة من جميع النواحي حيث شارك شباب الكويت اقرانهم من دول مجلس التعاون الخليجي»، لافتا الى «الاجواء التراثية البحتة في الدشة والقفال حيث الملابس من قبل الجمهور والقرية التراثية المؤهلة من جميع مستلزماتها، متمنيا تطبيق التجربة القطرية في الكويت.

عادة سنوية

وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة الاستشارية بالتراث البحري ومشرف الفنون البحرية ثامر السيار أن الحفل «عادة سنوية مستمرة ينظمها النادي البحري، حيث يلتقي الاهالي أبناءهم في بندر الخيران ويتعرفون على انواع الفنون البحرية، التي لها ايقاعات حركية خاصة يرددها أهل البحر لتحفيز روح البحارة واضفاء روح الترفيه والدعابة عليهم اثناء الرحلة، علما بأن هذا الفن يرتبط بنوعية الأعمال في البحر، فلكل أغنية مناسبة خاصة فهناك اغان لطلاء السفن واخرى لشد المرساه، ومن الايقاعات المستخدمة الطبل البحري والطار والطويسات واليحلة والمرواس، وفي فن الصوت تستخدم الآلات الوترية كالعود».

back to top