وفقاً لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، يؤدي الفاقد اليومي من الخبز في مصر إلى خسارة تبلغ 7.2 مليارات رغيف سنوياً.

Ad

يعتبر الخبز السلعة الأكثر أهمية لدى الشعب المصري، فهم يعتمدون عليها يومياً في طعامهم، كما أنه السلعة الأساسية التي تحظى بالدعم الأكبر من الحكومة. وعندما حاولت الحكومة وقف دعم العيش (الخبز) عام 1977 حدثت انتفاضة الشعب من أجل رغيف العيش، وخرج الآلاف رافضين المساس بدعمه ورفع سعره.

وما بين زيادة مخصصات الدعم للرغيف أو تحويل الدعم العيني إلى نقدي، تأتي أهمية الفاقد اليومي من رغيف العيش، والمقرر بنسبة 30 في المئة من دعم الرغيف، وفقاً لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، إذ يؤدي هذا الفاقد إلى خسارة تبلغ 7.2 مليارات رغيف سنوياً، كما تقول أحدث دراسة علمية أجراها معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية، وذلك بسبب سوء تداول الرغيف واستهلاكه. وتقدر دراسات أخرى حجم الخسارة بـ 20 مليون رغيف من بين 250  مليون رغيف تنتج يومياً، وهو ما يعد كارثة في ظل استيراد مصر القمح بمليارات الدولارات.

 

العسل... المر

الفاقد من رغيف العيش تقدر قيمته بحوالي 1.7 مليار جنيه في مراحل تحويل القمح إلى رغيف العيش، ويبلغ حجم الفاقد في القمح 1.3 مليون طن مقابل 124 ألف طن من المستورد أثناء الحصاد اليدوي، ويكلف ذلك مصر خسائر قدرها 165.5 آلاف طن سنوياً.

وحسب تحقيق نشرته صحيفة «الوفد» المصرية اليوم، فإن أكبر عمليات الفقد التي لا يمكن تصورها بسبب فداحة خسائرها تبدأ بمجرد انتهاء مناقصات الشحن والتوريد والتفريغ في الموانئ، والتي وصلت وفقاً لدراسات مركز البحوث الزراعية، إلى 1.56 مليار جنيه من القمح المصري.

ورغم سوء حالة الرغيف المدعم وتعاظم نسب الفاقد منه، والملقى في صناديق القمامة أو الموجه إلى مزارع الطيور والمواشي أعلافاً؛ يرفض المواطنون رفع الدعم عنه. فمع تزايد معدلات الفقر وأعداد الفقراء يبقى الرغيف الأسمر "أبوشلن» سيد الموائد ومسمار البطون، سواء الطازج منه أو الناشف، إذ يفتح العيش القديم بيوت الكثير من الفقراء والمعدمين بالعمل من خلال تجميعه وبيعه وأحياناً تناوله من مقالب القمامة، وأصبح بالنسبة للكثيرين بمنزلة العسل رغم مرارته من العفن.

وتحول الرغيف الأسمر إلى اقتصاد خفي ومتشعب، جعل من فاقد الرغيف طوق نجاة لمواطنين "غلابة" يلبون من خلاله احتياجاتهم اليومية، ولتجار جدد استطاعوا استغلال هذا الفاقد، فهناك من يطلق عليهم اسم "السريحة"، وهم مواطنون شغلتهم جمع بواقي الخبز القديم من صناديق القمامة والعمارات السكنية في البيوت مقابل نصف جنيه للكيلو، وهو ما يعرف بـ «عالم الفتافيت».

 

أسباب الفقد

يقول عميد كلية الزراعة الأسبق في جامعة القاهرة الدكتور أشرف برقاوي، إن ارتفاع نسبة الفاقد من رغيف العيش يرجع إلى أسباب عدة، تبدأ من الفقد الكبير في جميع مراحل تحويل حبة القمح إلي رغيف العيش، وانخفاض جودة الرغيف، وعدم مطابقته للمواصفات القياسية، مما يزيد سرعة تلفه وفساده، خصوصاً أثناء التداول والتخزين، وكذلك جشع التجار ومربي المواشي والطيور وحصولهم عليه بأي ثمن لاستخدامه علفاً، خصوصاً مع الارتفاع المستمر في أسعارها، ولا ننسى الفاقد أثناء التصنيع، سواء على مستوى الأفران أو الصناعات، وكل هذا جعل متوسط استهلاك المواطن من القمح أكبر من المستوى العالمي، أي بمعدل 180 كيلوغراماً مقابل 120 كيلوغراماً سنوياً، مما يعني أن نسبة الاستهلاك تفوق النسبة العالمية بمعدل 03 في المئة مما يستلزم الترشيد.

وعزا رئيس قسم الخبر والعجائن ومدير معهد تكنولوجيا الأغذية الأسبق الدكتور أحمد خورشيد ارتفاع معدلات الفاقد في رغيف العيش إلى أسلوب الدعم والفروق الكبيرة في أسعار الدقيق، كذلك إلي طريقة استهلاك المواطن وانعدام الوعي لديه بأهمية الترشيد والعادات الغذائية التي تزيد معدلات الفاقد في رغيف العيش.

(الأسواق.نت)