لإدارة العلاقات العامة والإعلام بالإطفاء دور مهم في الوقاية من حوادث الحريق، وتوعية المجتمع بخطر السلوكيات التي تؤدي إلى نشوب الحرائق وتهديد الأرواح، بالإضافة إلى دعم الاستعانة بالعنصر النسائي بين الإطفائيين.  

Ad

تمثل الإدارة العامة للإطفاء صمام الأمان الذي يمنع وقوع حوادث الحريق عبر أساليب التوعية وآليات الأمن الوقائي، أو يحد من نتائجها بتعامل أفرادها مع الحرائق والسيطرة عليها، ومنعها من تجاوز المكان الذي نشبت فيه.

"الجريدة" التقت مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة للإطفاء العقيد نبيل الحسينان لإلقاء الضوء على العديد من الموضوعات أهمها الاستعانة بـ"البدون" في السلك الإطفائي، وانخراط العنصر النسائي فيه، وموقع الواسطة في قبول الجدد وابتعاث الضباط، خلال حوار دارت مجرياته كالتالي:

• رغم الإعلان عن قبول النساء في سلك الإطفاء، لِمَ لا نرى أياً منهن ضمن الإطفائيين؟

- أعلنت الادارة سلفا نيتها فتح باب القبول أمام النساء للانخراط في سلكها، وسيكون ذلك في شهر يوليو المقبل، ولكنهن سيكُنّ مفتشات في قطاع الوقاية لا إطفائيات، ولهن رتب الاطفائيين وزيهم الرسمي، نظرا إلى أنه قد يصعب على الرجال تفتيش بعض الاماكن الخاصة بالنساء كالمشاغل والصالونات وصالات الأفراح الخاصة بالنساء، وعندها تكون المرأة موجودة للقيام بهذه المهمة لا سيما مع وجود مخالفات قد تهدد أرواح الكثيرات في قاعات الأفراح.

• ولماذا لا تحرز الإدارة سبقاً بقبولهن كإطفائيات؟

- إن العمل الإطفائي شاق ويتطلب الكثير من المهارات الجسمية، ولذا يعد غير مناسب لتكوينهن، إضافة إلى أن الاطفائي معرض للخطر دائما من الحرائق، ولا يوجد في العالم اجمع أن شاركت النساء في هذا العمل، بالاضافة الى أن معدات الإطفاء وأجهزتها ثقيلة لا تستطيع المرأة تحملها والتنقل بها أثناء الحريق ومكافحته، سيما أن التعامل مع أجواء الحرائق والانهيارات لا تصلح للمرأة بتاتا.

• ما العدد المسموح بالتحاقه في الدورة الإطفائية النسائية؟

- قرابة العشرين فتاة في أول دفعة، وإذا وجدنا إقبالا على الالتحاق بها فسنفتح الباب لالتحاق أعداد أكبر.

دور «العلاقات العامة»

• كيف ترى دور إدارة العلاقات العامة والإعلام في مواجهة حوادث الحرائق والوقاية منها؟

- إن إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإطفاء تساهم بشكل كبير في التصدي للحرائق، عبر برامجها التوعوية في وسائل الاعلام المختلفة، كالصحافة والتلفزيون والإذاعة والبرامج الاعلامية الاخرى، الا انها لم تقف عند هذا الحد، بل تقوم بالعديد من الأنشطة التي تساهم في تعريف الجماهير بمخاطر بعض السلوكيات الخاطئة عن طريق توزيع المنشورات الارشادية في الاماكن العامة وغيرها من الاماكن التي يوجد فيها الناس عادة بكثرة، فضلا عن الندوات واللقاءات التي تقيمها بالتعاون مع وزارة التربية في المدارس والمعاهد والجامعات، والحملات الاعلامية التي تقام ايضا في الاسواق والمجمعات التجارية، الامر الذي ساهم في انخفاض نسبة الحرائق والكوارث في السكن الخاص والمباني العالية والمناطق الصناعية، وهو ما يتضح من مقارنة نسبة الحوادث في عام 2009 مع الأعوام السابقة، مع الأخذ في الاعتبار ان هناك ارتفاعا في المباني وتوسعا عمرانيا وعلى الرغم من ذلك هناك انخفاض في نسبة الحوادث وانتشار الحرائق.

• وكيف تتعاملون مع المشكلات المترتبة على علو المباني والاتساع العمراني؟

- نتعامل مع ذلك الامر من خلال وسيلتين، الاولى إعلامية، وتتمثل في إرشاد المستفيدين من المشاريع الإنشائية إلى كيفية جعل احتمال تعرضهم للحوادث في نسبته الدنيا عبر وسائل الاعلام المختلفة، والوسيلة الأخرى إدارة الوقاية، التي تعمل دائما على إعداد وتجهيز القوة البشرية وتحديث أجهزتها المختلفة في مكافحة الحرائق والإنقاذ، بالاضافة الى طرق الوقاية الأخرى التي تختص بالمباني العالية.

• هل هناك تقييم مرحلي للعمل في إدارة الإطفاء؟

- رغم أن الادارة مهتمة جدا بالاضطلاع بمهماتها، وضعت نصب عينيها من خلال اجندة الخطة الخمسية لها كل السلبيات التي وقعت خلال السنوات الفائتة، ووضعت لها الحلول المناسبة لتفاديها من خلال خطط مستقبلية تتلافى الوقوع في أخطاء الماضي، كما تقوم الادارة بإعداد دراسات ترتقي بدورها في مواجهة المسؤوليات المنوطة بها مع تسارع حركة التنمية والبناء في المرحلة الحالية.

• وما أبرز المشاريع الحالية للادارة؟

- تقوم الادارة بإنشاء مراكز إطفائية جديدة كل سنة مالية، وفق المناطق السكنية، حيث تقوم بإنشاء مراكز إطفائية في المناطق الجديدة، وقد شرعت في إنشاء ثلاثة مراكز إطفائية حديثة، سيتم الانتهاء منها خلال السنة المالية الحالية 2010/2009، لا سيما أنها تقوم بتجهيز معداتها وآلياتها الجديدة، كما تقوم بإفراز عدد من رجال الاطفاء ذوي الخبرات العالية لهذه المراكز، للعمل فيها خلال هذه السنة.

ابتعاث الضباط

• من المعلوم أن الإطفاء تبتعث رجالها لخوض دورات خارج الكويت، فلماذا يقتصر ذلك على الضباط دون الأفراد؟

- الضباط مسؤولون عن عدد كبير من الأفراد بحكم أنهم قياديون، وحينما تقوم الادارة بابتعاثهم الى الخارج للانخراط في الدورات، تحاول تحقيق الاستفادة القصوى من تلك الدورات، فعندما تبتعث هؤلاء الضباط تعلم انهم سيرجعون الى البلاد محملين بالخبرات الجديدة، وسيقومون بدورهم عبر دورات تدريبية متكررة بنقل ما تعلموه إلى الافراد الذين يعملون مهم.

• ماذا عن الواسطات عند القبول في الدورات؟

- الشروط هي الفيصل في القبول، ولا شيء آخر، فلا قدرة لأحد على التدخل عندما تتحكم الكفاءة، فهي الواسطة الوحيدة المسموح بها في هذا الأمر والتي لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها، ومتى ما وجدت الكفاءة وجد القبول الفوري، وقد استطعنا ضمان الشفافية المطلقة وعدم ترك فرصة لتدخل الواسطة في هذا الامر حين اعتمدنا على القرعة أمام الناس في قبول المتقدمين إلى الادارة الذين تتوافر فيهم الشروط المحددة سلفا، فتكتب اسماؤهم في أوراق امام أعين الحضور لحظة سحب القرعة، وتطوى هذه الاوراق وتوضع في صندوق القرعة، ويقوم أحد الحضور وغالبا ما يكون أحد الأطفال بسحب أسماء المقبولين.

 

الأنسب لا الأقرب

• ما المعايير التي يتم بناء عليها ابتعاث الضباط إلى الدورات الخارجية؟

- كل الدورات الخارجية التي استفاد منها ضباط الاطفاء كانت حسب نسب درجاتهم الدراسية، والكل يعلم ذلك دون اختلاف، فالدورات الخارجية تمثل عنصرا مهما من عناصر التنمية البشرية لمنتسبي الاطفاء، الذين هم مؤتمنون على ارواح الناس، وهؤلاء الناس هم أهلنا، فالابتعاث يكون للاكفأ وليس للأقرب، لان الاطفاء لا تزايد على ارواح الناس

• قد يعوق تطبيق نظام البصمة في إدارتكم الإطفائيين عن أداء واجبهم، وخصوصاً وقت الحريق، فما جدواه؟

- نظام البصمة قرر من قبل ديوان الخدمة المدنية وليس من قبل الاطفاء، وليس عندنا مشكلة في التعامل معه، ولا اعتقد انه معوق لرجال الاطفاء، لانهم كانوا وما زالوا مواظبون في الحضور والانصراف، ففي وقت الدخول يبصم الإطفائي وينخرط في عمله، وعند الخروج كذلك، ولكن إن كان هناك حريق يخاطب رئيس المركز الشؤون الادارية ويفيدهم بأن الإطفائي كان يقوم بمكافحة حريق او إنقاذ، وبالتالي لا ضرر عليهم في هذه المسألة، وإن انتهى وقت دوامهم أثناء تعاملهم مع حريق، فإن فريق الزام الذي يليهم يأتي ويحل محلهم دون أي عوائق.

«البدون» والإطفاء

• ما الذي يمنع "الإطفاء" من الاستعانة بـ"البدون"؟

- لدى إدارة الاطفاء قانون وشروط تنظم العمل فيها، ولا يمكن الحيود عنها، وخصوصا أن الاطفاء لديها اكتفاء بل وزيادة في الاقبال على الالتحاق بدوراتها من الكويتيين، ويتم قبول عدد قليل من مئات المتقدمين، على حسب احتياج الادارة، ونسبة العاملين فيها 98 في المئة من الكويتيين، أما في الشؤون الادارية فيوجد اثنان في المئة من غير الكويتيين، ولا يجوز لها إلا التقيد بهذه النسبة.