لا تلوموا الأصيل فنحن شعب فاسد!
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
إذن يجب ألا نلوم هذا «الأصيل» بل يجب أن نلوم الناخبين الذين منحوه أصواتهم، فكل إناء بما فيه ينضح، والشعب الذي ينتخب مثل هذه الشاكلة من النواب هو شعب فاسد، فهو يدعي حب العدالة والإنصاف وتطبيق القانون بينما ينتخب من يعمل على إجهاض كل تلك الأهداف، وهو شعب يدّعي حب الكفاءات والوحدة الوطنية بينما ينتخب على أساس قبلي وطائفي وعرقي فينتج نماذج عجيبة غريبة من النواب الذين لا همَّ لهم سوى كسر القانون والتجاوز على حقوق الغير. والفساد طبعا لا يقف عند عملية الانتخاب بل يشمل مختلف أوجه الحياة. خذ مثلا الكثيرين الذين لا يفوتون الصلاة في المسجد لكنهم يعاملون خدمهم كالحيوانات، وكم من قصص عن الظلم الذي تتعرض له الفئة العاملة في البلد، وكم من جرائم قتل ارتكبت بحقهم لكن يتم دفنها بالواسطة لأن هؤلاء ليسوا الشعب المختار، وكم من عمليات انتقام ارتكبت بحق هذه الفئة عن طريق العلاقات مع الأقارب العاملين في المخافر، فيتم سجنهم بلا ذنب اقترفوه ليتعرضوا للضرب وأشد مظاهر الإهانة. هذا لا يعني أن جميع أفراد هذه الفئة من الملائكة، لكن يجب أن نعترف بأننا فعلا بلد يتاجر بالبشر، وزيارة واحدة لمكاتب الخدم كافية لتبيان ذلك. باختصار بلدنا مليء بالظلم وهضم الحقوق، وأعتقد أن ذلك من أهم أسباب انتزاع البركة في البلد الذي يعاني التذمر والمشاكل الكثيرة بالرغم من صغر حجمه وكثرة موارده المالية. إذن لا تلوموا «الأصيل» لأنه أحد مظاهر فساد الشعب الفاسد! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء