القاهرة في يناير 1946 أول مؤتمر للقمة العربية... وسرت في مارس 2010 القمة الثانية والعشرون، إذن... 22 قمة عربية عادية عدا القمم الطارئة في أكثر من ستين عاما، ولكن لو حاولنا إحصاء عدد القمم المؤثرة حقيقة، والتي كان– وعذرا- لها قيمة وفاعلية وتأثير، لما زادت عن أصابع اليد الواحدة!! أما الباقي فلقاءات واجتماعات بروتوكولية تبدأ بصورة وتنتهي بأخرى مع شكر الدولة المضيفة على كرم الضيافة وثناء المضيفة للحضور على استجابتهم وحضورهم الكريم.

Ad

بعد أيام تنعقد القمة ويتقابل الرؤساء مع بعضهم بعضا في تجمع بروتوكولي جديد فماذا ينتظر المواطن العربي من وراء هذا اللقاء؟

بداية، من المتوقع أن يكون المؤتمر القادم من أضعف المؤتمرات، وأقلها تأثيرا وفاعلية في الأعوام الأخيرة، لماذا؟

• ضعف الإعداد الجاد له، فالأمانة العامة للجامعة مشغولة بإعداد تقرير الأمين العام حول فترة عمله، وإصراره على ما يبدو على الرحيل، وبالتأكيد سيشمل التقرير محاولة تبرئة ذمته ونفي التقصير عن نفسه، وإيضاح الحقائق بشأن الخلافات العربية، ومعوقات العمل في الجامعة التي لم تمكنه من القيام بما كان يحلم به.

• من أسباب ضعف الإعداد أيضا انشغال وزراء الخارجية العرب بهموم بلادهم الداخلية، ومناقشة التعديل المقترح على ميثاق الجامعة بشأن اختيار الأمين العام من خارج دولة المقر.

• زيادة حجم الخلافات العربية–رغم كل ما قيل عن لقاءات المصالحة- إلى الدرجة التي لا نرى فيها إجماعا أو شبه إجماع حول أي قضية بما في ذلك– للأسف- قضية العرب الأولى.

• ضعف التمثيل الرئاسي فمن المتوقع أن يحضر القمة القادمة أقل عدد من الرؤساء العرب، إما لظروف صحية أو لخلافات سياسية (مع المضيف) أو مشاكل أمنية داخلية، بالإضافة إلى إصرار الدولة المضيفة على عقدها في مدينة سرت وليس العاصمة، وهو الأمر الذي لا يجد قبولا عند البعض.

إذا كان الأمر كذلك فماذا ينتظر المواطن العربي؟!

لا يتمنى المواطن العربي أكثر من أن يطلق الحكام العرب «رصاصة الرحمة» على مؤتمرات القمة، ويتم إلغاء البند الخاص بدورية القمة وعقدها كل عام، فلا داعي لكل هذه البهرجة البروتوكولية والصخب الإعلامي والتكاليف المادية التي تقع على كاهل المواطن بلا نتيجة ولا فائدة. وإذا رفض الحكام ذلك فليكن الاجتماع كل 5 أو 10 سنوات، أو عندما يتولى حاكم جديد الحكم، فتكون أيضا مناسبة للحكام القدامى للترحيب به ودخوله تجمع القادة، ولكن أخشى في هذه الحال ألا تعقد القمة إلا كل 40 عاما... (أقل مدة للحاكم العربي).

وختاما فقد علق البعض على القمة بالحكمة البليغة «في الليلة الظلماء يفتقد البدر» فيا ترى من هو البدر المفتقد منذ 1970؟

 

***

مازال د. البرادعي، رغم عدم إعلانه شخصيا نيته خوض الانتخابات الرئاسية، يثير الخوف والهلع في نفوس ضاربي الدفوف وقارعي الطبول و«المتفذلكين» من كتاب الحزب الوطني، وآخر ما تفتق عنه ذهن البعض وفكرهم، وحاولوا ترويجه، هو الادعاء بأن الدكتور البرادعي رجل علم وليس رجل سياسة، وأن تفوقه العلمي لا يعني قدرته السياسية، وأن الفرق كبير بين الاثنين، وعليه ألا يحاول وأن يستريح ليريح!!

ونسي هؤلاء أو تناسوا أن البرادعي بدأ حياته سفيرا في الخارجية، وأنه قضى أكثر من 20 عاما في محراب الأمم المتحدة، وفي منصب من أرفع مناصبها، وهي– كما تعلمون- منظمة سياسية وليست مختبرا علميا أو جامعة بحثية، ونقول لهؤلاء «المتفذلكين» إذا كان من حقكم رفض البرادعي فليس من حقكم تسفيه العقول وقلب الحقائق، فعليكم احترام العقل الذي تخاطبون والقلم الذي به تكتبون.

 

***

نعم للبرادعي وتعديل الدستور لا للفساد والاستغلال والتوريث.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة