شرّف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح صبيحة يوم الاثنين الماضي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بتكريمه أبناءه الفائقين من خريجي كليات الهيئة ومعاهدها، وهو بحق عرس من أعراس الكويت وتشجيع للشباب المبدع.

Ad

هذه السنة تميزت بكل شيء، فقد أتقن الكل عمله، حيث التنظيم في غاية الروعة، والكلمات التي ألقاها الوزير والمدير العام رسمت رؤية الهيئة، وكذلك كانت كلمة الطلبة التي عبرت عن إصرار وعزيمة الشباب، فشكرا لعمادة النشاط والرعاية الطلابية ومكتب العلاقات العامة على هذا التنظيم، ولكل من ساهم في التحضير لهذا الحفل الرائع.

حاضر الهيئة اختلف كثيرا عن ماضيها، فلقد كبرت واشتد عودها حتى أضحت تسر الناظر، فقد امتد عطاؤها ليشمل كل قطاعات الدولة، ومساهمة في البناء والتنمية بشكل مباشر عبر خريجيها من الذكور والإناث، وفي تخصصات متنوعة شملت مجالات التربية والتجارة والصحة والتكنولوجيا و«الهندسية»، وكذلك المهارية مثل النجارة والحدادة، وأيضا بعض التخصصات التي تطلبها بعض الوزارات عبر الدورات الخاصة.

هذا الحاضر فرض على الهيئة محاكاته على أرض الواقع، فقد أنشأت المباني الحديثة عبر صروح تعليمية في كل المحافظات لإتاحة الفرص التعليمية لكل أبناء الوطن إيمانا بالشباب وقدرتهم في بناء مستقبل الكويت.

الحلم لن يتوقف عند الحاضر، ولن يكون ذا قيمة إن لم تكن الرؤية المستقبلية تضع الهيئة في صفوف الجودة والاعتماد الأكاديمي وفق المعايير العالمية، وهذا لن يتحقق إلا بميلاد الجامعة التطبيقية والهيئة العامة للتدريب خصوصا بعد هذه المسيرة من العطاء.

على متخذي القرار أن يعوا أهمية مبادرة الهيئة بفصل التعليم التطبيقي عن التدريب إذا أرادوا إشراك التعليم في التنمية وبناء الإنسان، وألا يلتفتوا إلى من يغلب مصالحه الضيقة على مصلحة الوطن، فانظر إلى كل مقاييس ومعايير الدول المتقدمة تجد الجامعات التطبيقية في قلب مشاريعها، فما بال بعض العقول لا تعي أهمية وجود جامعة جاهزة تحمل كل مقومات النجاح، وحان ميلادها ولا تحتاج إلا إلى جرة قلم.

كلمة همستها لوالد الجميع الشيخ صباح الأحمد أثناء تشرفنا بأخذ الصورة الجماعية معه متمنياً له طول العمر، وأن تكون الصورة القادمة بالجامعة التطبيقية، فكانت الابتسامة على محياه، وبكلمة تبعث الأمل «إن شاء الله»... فشكراً لسموه على تشريفه واهتمامه بأبنائه خريجي الهيئة.

ولعلي أستذكر في هذه المناسبة كلمة لحضرة صاحب السمو في العشر الأواخر تعبر عن رؤية ثاقبة لأمير الحكمة، بكلمات ترسم معالم الغد، لمستقبل التعليم هذا نصها: «آن الأوان لتقوم مؤسساتنا التعليمية بتطوير نظامنا التعليمي ليتماشى مع متطلبات العصر والتنمية الحقة التي تأخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الإخلاص دافعاً، وأكبر أمنياتي وتطلعاتي بناء الإنسان الكويتي وتنمية قدراته ليكون قادراً على بناء وتنمية وطنه».

أخيرا نتمنى على حكومة الشيخ ناصر أن تأخذ زمام المبادرة وتضع التعليم في أول سلم الأولويات، وليكن في عهد الأستاذة الدكتورة موضي الحمود ميلاد الجامعة التطبيقية.

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة