علاج النواب بالموسيقى!

نشر في 21-06-2009
آخر تحديث 21-06-2009 | 00:00
 د. ساجد العبدلي الدراسات أظهرت أن الأطفال الرضع يتجاوبون بشكل ملحوظ ويستكينون مع الموسيقى الهادئة، فما بالكم بالبشر العاقلين مثل نوابنا الأفاضل.. أظنهم سيستفيدون من ذلك... أليس كذلك؟!

اقترحت القارئة بنت غرناطة في تعليق لها على مقالي السابق "صلوح ملوح... وإنفلونزا النواب" أن يخضع كل المرشحين الذين ينجحون وقبل دخولهم البرلمان لدورات تدريبية في فنون الحوار والاستماع والإلقاء وآداب التعامل مع الآخرين واحترامهم، وجاءت بعدها القارئة هند فأضافت بأن تزود قاعات المجلس وأروقته قبل وخلال انعقاد جلسات البرلمان بعزف لموسيقى هادئة تعمل على تهدئة الأعصاب، مصحوبة باستخدام تقنية "السب ليمينال"، وهي لمَن لا يعرفها تقنية علاجية نفسية تقوم بتمرير رسائل من خلال وسيط ليتلقاها المستمع على مستوى عقله اللاواعي. الأخت هند تقترح أن تبث في المجلس وبشكل متواصل رسائل مثل "أنا مواطن شريف"... "إلا الكويت"... "نبيها تنمية"... "لا للتأزيم"... "لا للمؤامرات"!

اقتراحان ظريفان، لكن فيهما وجاهة، ولا مانع عندي شخصياً من تجربتهما، فالدورات التدريبية مهمة للنواب، خصوصاً أن بعضهم لم يتسن له في حياته أن يتلقى أي تدريب على أي شيء، وبعضهم تلامس ثقافته الصفر المطلق، والموسيقى كذلك، وباعتبار الآراء الشرعية التي لا ترى فيها بأساً، قد أثبتت فعاليتها في التأثير حتى على الحيوانات والأطفال الرضع، فحين جرى تعريض الأبقار لموسيقى هادئة زاد إدرارها وإنتاجها من الحليب، والدراسات أظهرت أن الأطفال الرضع يتجاوبون بشكل ملحوظ ويستكينون مع الموسيقى الهادئة، فما بالكم بالبشر العاقلين مثل نوابنا الأفاضل.. أظنهم سيستفيدون من ذلك... أليس كذلك؟!

وأما رسائل "السب ليمينال" فلا بأس بها، خصوصاً إن نحن أعيتنا الحيلة أن تدرك عقول النواب الواعية أن ما يقومون به هو كارثة كبرى وخيبة فاقعة اللون، فلعلنا نستطيع أن نبرمجهم على مستوى العقول اللا واعية!

***

من الأمانة أن أذكر أن النائبة د. رولا دشتي قد هاتفتني منذ أيام بعد نشري لمقالي حولها لتوضح أن دخولها إلى لجنة دراسة الظواهر السلبية لم يكن بالتنسيق مع الحكومة، وأن عدد الأصوات التي حصلت عليها يكشف ذلك.

الدكتورة رولا تصر على أنها لم تنضم إلى اللجنة رغبة في ضربها من الداخل، والتسبب في الإزعاج للنائب محمد هايف، كما قد كان بدا لنا، وإنما لأنها تريد أن تعمل حقاً لخدمة أهداف هذه اللجنة التي تختص بدراسة وبحث الظواهر السلبية التي تؤثر على التماسك الأمني والاجتماعي والقيمي للمجتمع الكويتي كظواهر انتشار المخدرات والمسكرات والعنف الأسري وجرائم الأحداث وقيام البعض باستغلال الناشئة من خلال ترويج قيم بعيدة عن ديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا الكويتية الأصيلة، كما جاء في قرار إنشائها.

أنا اخترت أن أصدق الدكتورة رولا، وسآمل أن تستطيع أن تقدم شيئاً من خلال هذه اللجنة هي وزملاؤها الأعضاء، ولعلي أتمنى على النائب الفاضل محمد هايف العدول عن استقالته، فوجوده في اللجنة خير من خروجه منها في تصوري.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top