يا وحدة... يا وطنية؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
ولا نشك لحظة في أن الأغلبية الساحقة من أبناء الكويت يستشعرون مرارة الأوضاع العامة وتفتت الساحة الوطنية، وما تشهدها من استقطابات واصطفافات وسط تعبئة ثقافية وفكرية وإعلامية منظمة ومتواصلة، ولا ننكر الحاجة الملحة إلى طرق هذا الموضوع بكل شفافية وصراحة ووضع النقاط على الحروف، ولكن ليس على طريقة رد فعل آنية أو جلسة عابرة لمجلس الأمة.وكان على الإخوة ممن تقدموا بهذا المقترح أولاً التشاور مع زملائهم فرداً فرداً قبل تقديم الطلب إضافةً إلى التنسيق مع الحكومة لتحديد مسار مثل هذه الجلسة، ومبررات عقدها والموضوعات المطلوب مناقشتها والاقتراحات والحلول المناسبة لتبنيها وآلية ضمان الحد الأدنى لنجاحها، وأخيراً وضع معايير تقديمها ومتابعتها. فالوحدة الوطنية يفترض أن تكون مشروع دولة وخياراً استراتيجياً لبناء مجتمع متكامل في ظل وجود مؤسسات رسمية تشرف على ترجمتها وقادرة على بناء الإنسان بحسه الوطني وسلوكه الوطني وعقليته الوطنية، كما يفترض أن تقيَّم مسيرة مؤسساتنا الحكومية كالتربية والإعلام والأوقاف على وجه التحديد، وماذا عملت طوال مسيرة نصف قرن من الزمان لخلق مواطن لا تتقاذفه يميناً ويساراً رياح التطرف المذهبي والقبلي والعائلي.فالوحدة الوطنية قد تتطلب حزمة من التشريعات التي تحجم مروجي الفتنة والتعصب والتمصلح على حساب الانتماء الضيق، والضرب بمصلحة البلد والمواطنين عرض الحائط، وكذلك روح المسؤولية في تطبيق مثل هذه التشريعات لتكون عبرة للجميع.والوحدة الوطنية يجب أن تنطلق من سلوكيات وسياسات الحكومة المهيمنة على أوضاع البلاد التي يفترض فيها الحيادية والموضوعية التامة، وإذا كانت المصالح الانتخابية للنواب تسيِّرهم خلف أهواء الشارع الانتخابية وضمان كراسي عضويتهم، فما عذر الحكومة التي رسخت مبادئ المحاصصة بكل أنواعها، وأطلقت يد كبار موظفيها لتكريس هذه المحاصصة في الأجهزة والهيئات التابعة لها؟!وأخيراً، إذا كان النواب بالفعل جادين في تحريك مشروع الوحدة الوطنية فعليهم قبل التفكير في عقد جلسة خاصة لهذا الموضوع إعداد قانون انتخابي جديد يعزز مفاهيم هذه الوحدة وفق قوائم وطنية، وتقديمها كهدية إلى الشعب الكويتي في مثل هذه الدعوة إلى عقد جلسة خاصة في هذا الخصوص.