رفسنجاني يعترف بانهيار خطة «سوروس» اليهودية لفتح طهران!
رفسنجاني ينسحب مسرعا، خاتمي يتابع مبهوتا، ومنظّر حزب جبهة المشاركة المعارض يعتذر لشعبه ويعتزل السياسة، ومن تبقى من قادة الإصلاحيين في «حيص بيص» مما يجري من انهيارات ومراجعات في المعتقلات، وأحمدي نجاد يتقدم ثورة المهمشين من القرى والبلدات البعيدة عن العاصمة المخملية!
هكذا إذن بدأت نتائج 7 أيار/مايو الإيراني تظهر تباعا وبسرعة قياسية، فبعد مراجعات محمد علي أبطحي الشهيرة قدم المنظّر الأشهر للمتدثرين بعباءة الرئيس محمد خاتمي اعتذاره للرأي العام الإيراني معلنا استقالته وانسحابه من الحزب المذكور بشكل نهائي أثناء انعقاد الجلسة الرابعة لمحاكمات المتورطين بالانقلاب المخملي ضد النظام الإسلامي في إيران كما بثتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الإيرانية المحلية. وهكذا يظهر إذن بأن جورج سوروس اليهودي الأميركي المتخصص في الحروب الدعائية ضد العالم الثالث كان حاضرا في محاولة الانقلاب المخملية ضد إيران، والتي يبدو أنها قد أعدت بدقة متناهية في دوائر حروب «كي الوعي» الجديدة ومراكز فرض الدمقرطة الغربية على الطراز الأميركي الموجهة لتغيير وجه العالمين العربي والإسلامي! وقد فصل سعيد حجاريان ومعه قادة حزب المشاركة في اعترافاتهم التلفزيونية ما كان قد ابتدأ به المدعي العام من تفاصيل المدونات الخطيرة التي وقعت بين يديه، وهي تبين ما كان يخطط له منظّرو التغيير المخملي في إيران، وكذلك اللقاءات المتعددة التي كانت تجري خلال الأعوام القليلة الماضية بين المدعو بالبروفيسور جون كيف والمدعو يحيى كيان تاجبخش الملقب بعالم الاجتماع الإيراني ممثلا لمؤسسة سوروس اليهودية العالمية الشهيرة، وقادة ومنظري حزب جبهة المشاركة المنهار مقرين بالتخطيط للثورة المخملية الفاشلة بكل تفصيلاتها المثيرة. في هذه الأثناء فقد وقعت تصريحات الرئيس الأسبق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني بخصوص ولائه المطلق للمرشد علي خامنئي ومطالبته الجميع بالامتثال لتعليماته باعتبارها الحكم والكلمة الفصل في الظروف الراهنة بالذات، كالصاعقة على رؤوس أغلبية من تبقى من رموز الإصلاحيين المبهوتين بواقعة 7 أيار الإيرانية. فقد علم أن الرئيس السابق محمد خاتمي أبدى في أحد الاجتماعات الخاصة انزعاجه الشديد مما ورد على لسان رفسنجاني مبديا امتعاضه من مراهنات البعض من رفاقه عليه، والشيء نفسه لحق بأعضاء منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية المتطرفة الذين ظهروا أمام المحكمة مقرين بما نسب إليهم من عمليات تأليب الرأي العام على نظام الحكم الإسلامي من خلال اختراع مقولة تزوير الانتخابات والتلاعب في نتائجها! الأمر الآخر والأخطر ربما وهو ما أظهرته اعترافات العديد من قادة حزب جبهة المشاركة بأن ما كان يجري إنما كان يدار ميدانيا وماليا من مركز حملة مير حسين موسوي الذي كان يعمل بإشراف مباشر من جانب مهدي هاشمي رفسنجاني النجل الأوسط لرئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام! إن ما جرى خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة ويجري حاليا من تداعيات فشل الثورة المخملية سواء بشقها الأجنبي المخرب أو بشقها الداخلي «الساذج» والداعي إلى إجراء مراجعات جذرية إنما يجعل إيران أكثر من أي وقت مضى في عين العاصفة الأجنبية المعادية! لكنه بالمقابل قد يكون من المتاح أن يتحول هذا التحدي الكبير إلى فرصة ذهبية وهي أن بالإمكان استثمارها على طريق تنقية وتطهير جسم النظام من مكامن ضعفه من جهة، والاندفاع بما تبقى من جسم الثورة والنظام والمجتمع نحو ثورة شعبية شاملة ضد كل ما هو دخيل أو أجنبي من جهة أخرى! يبدو أن رفسنجاني قد نفذ بجلده كما يقال عندما قرر الاصطفاف إلى جانب المرشد الأعلى متجنبا خيار الصدام المستقبلي مع أحمدي نجاد، حفاظا على ما صنعه هو وصاحبه سويا خلال نصف قرن مضى، فيما لايزال السؤال الكبير يدور حول من تبقى من بعض رموز الإصلاحيين ممن يبحثون عن دور وسطي لهم لم يعد متاحا كثيرا أمام زحمة استقطابات الخارج الإقليمية والدولية الراهنة والمسقبلية بين مشروع أوباما الديمقراطي للتطويع الشامل ومشروع إيران الإسلامية للمقاومة الشاملة! لقد فعلت 7 أيار الإيرانية فعلتها إذن وكشفت المستور من عورة المتقمصين لرداء الإصلاح من المراهنين على الاستقواء بالخارج، فيما ينتظر العالم أن تظهر إيران الإسلامية الشعبية «النووية» أكثر صلابة وقوة وحزما من ذي قبل في مواجهة مطالبات الخارج، بعد أن شارفت على الانتهاء من عصر الأحزاب والامتيازات الحزبية الفئوية والبدء بعصر ولاية الفقيه العصرية المسلحة بجمهور المنتصرين على الثورة المخملية.*الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني