في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، يبحث الفتى باسل (15 عاماً)، ورفاقه الثلاثة بين كومة كبيرة من الخردوات بمشقة عن الفئران، مستعينين ببعض الوسائل البدائية لاصطيادها.

Ad

ويعمل هؤلاء الفتية بين أكوام القمامة والخردوات في ثنايا أزقة المخيم الضيقة للتفتيش عن الفئران بهدف بيعها لأحد المختصين والمهتمين بمجال صناعة كريمات وزيوت الشعر.

ويقول الفتى باسل، الذي يرتدي قفازات على يديه لحمايتها من الإصابة والتلوث لـ"الجريدة": "أبيع كل فأر مقابل شيكل واحد"، مشيراً إلى أنه يصطاد على الاقل خمسة فئران في اليوم الواحد. وبالحديث مع الفتية ترددوا في الإفصاح عن سر البحث عن الفئران بين أكوام الخردة، خشية من دخول عمال جدد على مهنتهم، إلا أن احدهم فضل إرشاد "الجريدة" الى الاختصاصي ذاته.

ويعاني القطاع الرملي منذ سنوات ازدياد معدلات البطالة والفقر، إذ يعتمد أغلبية سكانه على المعونات الغذائية والعينية التي تقدمها مؤسسات ومنظمات إنسانية.

ويقول حسن (22 عاما) الذي يدرس تركيب الأدوية إلى جانب كريمات الشعر والوجه في إحدى جامعات غزة، لـ"الجريدة" مكتفياً بنشر اسمه الاول: "انه يسعى إلى صناعة كريم من دهن الفئران يساعد على نعومة الشعر بشكل فوري على طريقة الطب الفرعوني"، مشيراً إلى أن الدراسات أثبتت أن الدهن المستخرج من الفئران يساعد بشكل كبير على تحسين نوعية الشعر.

ولم يحبذ الشاب المهتم الذي يجلس الى جانب صندوق من الفئران داخل منزله، الحديث عن طريقة استخراج الدهون من الفئران، الا أنه اكتفى بالقول "بطريقة بدائية جداً".

وعن العمل في جمع الفئران، أشار إلى أنه طلب القليل من الفئران، وان اصطيادها يتم بمصائد متوافرة في المحال التجارية والصيدليات، وليس بالأيدي. وأضاف بشكل ساخر "لا حياة للقطط بعد اليوم".

 ورد حسن، الدافع حول اقدامه على ذلك، حبه لخوض التجارب، خصوصا انه يدرسها في عامه الأخير في الجامعة، الى جانب افتقار غزة إلى الزيوت والكريمات التي كانت تستورد مسبقاً، اثر الحصار والاغلاق الإسرائيلي.

وشددت إسرائيل قبضتها على المعابر الحدودية مع قطاع غزة، عقب سيطرة حركة حماس الإسلامية عليه في منتصف يونيو عام 2007، حيث حظرت امداده بمئات من اصناف السلع والبضائع.