«فوبيا» إيران
أعتقد أن سبب الهجوم الذي تتعرض له إيران في الإعلام العربي يعود إلى سببين: الأول هو التأثر بدعاية "أنكل سام"، وتصديق أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يشكل تهديداً عسكرياً لدول الخليج، وهدف هذه الدعاية هو خلق فزاعة اسمها "فوبيا إيران". أما السبب الثاني فيعود إلى موقف إيديولوجي مسبق من البعض ضد إيران، وجاء البرنامج النووي ليكون ذريعة لتأكيد هذا الموقف.
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
أنا أفهم أن تتوعد أميركا وتهدد إيران بالعقوبات الاقتصادية، بل حتى بالعمل العسكري وتحذر العالم من خطر امتلاك إيران السلاح النووي، وكل ذلك بسبب العداء بينها وبين إيران وحماية لإسرائيل، ولكن لماذا يردد بعض سياسيينا وكتابنا الادعاءات الأميركية ضد إيران مع أن لدول الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص علاقات طيبة مع إيران، فانسياق البعض وراء الدعاية الأميركية يذكرنا ببيت الشعر الذي يقول:المستشار هو الذي شرب الطلا فعلام يا هذا الوزير تعربد؟أعتقد أن سبب الهجوم الذي تتعرض له إيران في الإعلام العربي يعود إلى سببين: الأول هو التأثر بدعاية «أنكل سام»، وتصديق أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يشكل تهديداً عسكرياً لدول الخليج، وهدف هذه الدعاية هو خلق فزاعة اسمها «فوبيا إيران». أما السبب الثاني فيعود إلى موقف إيديولوجي مسبق من البعض ضد إيران، وجاء البرنامج النووي ليكون ذريعة لتأكيد هذا الموقف، على قاعدة «مكروهة وجابت بنت»، وهذا واضح من خلال وصف البعض إيران بالفارسية والمجوسية في معرض تناول البرنامج النووي. هناك بعض الكتاب ممن يعلنون صراحة أمنيتهم في أن تتعرض إيران لضربة عسكرية على يد أميركا أو إسرائيل، ولا غرابة في ذلك إذا كانت أسماء هؤلاء في قائمة الشرف في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، في مقابل اللوثة العقلية التي يعانيها البعض والموقف الإيديولوجي المسبق الذي يعتمر في صدور البعض الآخر نجد أن تصريحات المسؤولين الكويتيين تتسم بالعقلانية، وآخرها تصريح رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي برفض استخدام الكويت للاعتداء على إيران.أعلم أن قائمة الاتهام بالانحياز إلى إيران جاهزة من قبل البعض، وهذا ليس مهماً، لأننا لا نخاطب هؤلاء، بل نخاطب من يفكر باستقلالية وعقلانية بعيداً عن الحساسيات الطائفية والمواقف المسبقة.