«المراوح العملاقة»... طاقة نظيفة متجددة تلبي ثلث احتياجات العالم
الحكومات تعرض حوافز ضريبية لتشجيع التقنية الواعدة
تزدهر صناعة طاقة الرياح على مستوى العالم، إذ بلغ معدل التوليد أكثر من أربعة أمثاله في الفترة ما بين 2000 إلى 2006, وفي نهاية السنة الماضية وصلت الطاقة الدولية إلى أكثر من 70000 ميغاواط.
قالت دراسة علمية حديثة إن توليد الطاقة الكهربائية عن طريق طواحين الهواء يمثل في الوقت الراهن صناعة عالمية مزدهرة، مشيرة إلى أن ميغاواطاً واحداً فقط يكفي لتوفير طاقة كهربائية لحوالي 250 منزلاً في الولايات المتحدة.وأوضحت الدراسة أن الرياح هي حركة الهواء من منطقة عالية الضغط إلى منطقة منخفضة الضغط، "وفي حقيقة الأمر فإن وجود الرياح يرجع إلى قيام الشمس بتسخين سطح الأرض بصورة غير متساوية"، ومع ارتفاع الهواء الساخن يتحرك الهواء الأكثر برودة من أجل ملء الفراغ الحاصل في العملية, ومادامت الشمس ساطعة فإن الرياح سوف تستمر في الهبوب, ومادامت عملية هبوب الرياح مستمرة فإن الناس سوف يستخدمونها من أجل التزود بالطاقة الكهربائية.وأشارت إلى قيام البحارة منذ قديم الزمن بإستخدام الأشرعة من أجل الإبحار واستكشاف شتى أصقاع المعمورة.وأضافت أن المزارعين كانوا يستخدمون طاقة الرياح من أجل تشغيل مطاحن الحبوب وضخ المياه. وفي وقتنا الحاضر تقوم أعداد متزايدة من الناس باستخدام عنفات الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، في محاولة لمواكبة العصر وتنويع مصادر الطاقة. وكان أن ازداد استخدام عنفات الرياح في العقد الماضي بمعدلات تجاوزت 25 في المئة سنوياً, ولكن هذا الأسلوب لم يوفر سوى نسبة بسيطة من الطاقة التي يحتاج العالم إليها. مراوح عملاقة تأتي معظم طاقة الرياح عن طريق عنفات قد يصل ارتفاعها إلى ما يعادل 20 طابقاً وتحتوي على شفرات بطول 60 متراً، وتبدو هذه الأدوات الغريبة الشكل مثل مراوح عملاقة لطائرة مرفوعة على عمود. وتقوم الرياح بتدوير الشفرات بسرعة كافية لدفع عمود مرتبط بمولد يعمل بدوره على توليد الكهرباء. وتعمل العنفات الأخرى بالطريقة ذاتها, غير أن العنفة موجودة على محور عمودي وتبدو الشفرات مثل مخفقة بيض عملاقة.ومضت الدراسة إلى القول إنه بوسع أضخم عنفات الرياح توليد طاقة تكفي لتزويد 600 منزل في الولايات المتحدة بما تحتاج إليه من الكهرباء, وأن مزارع الرياح تحتوي على العشرات وربما المئات من هذه العنفات التي تصطف في مجموعات تقوم في مناطق مواجهة للرياح مثل قمم التلال, كما أن بوسع العنفات الأصغر حجماً الموجودة في باحة منزل خلفية توليد طاقة كهربائية تكفي لاحتياجات ذلك المنزل أو لمتطلبات شركة تجارية صغيرة.طاقة متجددة نظيفةوتشكل الرياح مصدراً نظيفاً للطاقة المتجددة التي لا تسبب أي تلوث في الهواء أو الماء، ونظراً لأن الرياح مجانية فإن تكلفة التشغيل تقارب الصفر بمجرد تركيب العنفات التي يفضي الإنتاج الضخم والتقدم التقني إلى جعلها رخيصة الثمن, كما أن العديد من الحكومات يعرض حوافز ضريبية بغية تشجيع عملية تطوير طاقة الرياح. غير أن البعض يشتكي من أن عنفات الرياح قبيحة المنظر إضافة إلى الانزعاج من الصوت الذي تصدره تلك الآلات. وعلى الرغم من أن الشفرات البطيئة الحركة تتسبب في قتل الطيور والخفافيش فإن ذلك لا يصل إلى المعدلات التي تفضي إليها حوادث السيارات أو خطوط الكهرباء أو الأبنية العالية، ثم إن الرياح تتسم بالتقلب والتغير: وإذا لم تكن تهب فلن تولد كهرباء.وعلى الرغم من ذلك, تزدهر صناعة طاقة الرياح، وعلى صعيد عالمي بلغ معدل التوليد أكثر من أربعة أمثاله في الفترة ما بين 2000 إلى 2006, وفي نهاية السنة الماضية وصلت الطاقة الدولية إلى أكثر من 70000 ميغاواط. وتجدر الإشارة إلى أنه في دولة متعطشة للطاقة مثل الولايات المتحدة يكفي ميغاواط واحد لتزويد نحو من 250 منزلاً بالكهرباء.وتوجد في ألمانيا أكبر كمية من طاقة الرياح, ويأتي بعدها إسبانيا والولايات المتحدة والهند والدنمارك, كما أن هذا التطور يشهد نمواً سريعاً في فرنسا والصين.وخلصت الدراسة إلى القول إن خبراء الصناعة يتوقعون في حال استمرار وتيرة النمو هذه، أن تغطي هذه الطريقة ثلث احتياجات العالم من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2050 على أبعد تقدير.