• قال الله تعالى: «مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». «سورة فاطر- 2». صدق الله العظيم.

Ad

• إن كنا بالأمس نتباهى بالدستور فاليوم نتباهى برجال تمسكوا به وانتصروا له من خلال صعود سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح منصة الاستجواب دون غضاضة، ودون أن يتسلح إلا بالدستور ومواده.

• اليوم عيد آخر من أعراس الديمقراطية الكويتية، ومع هذه الزفة التي لبست التاج بأربع استجوابات قدمت من نواب الأمة وجدت طريقها للمستجوَب بكل احترام.

• ما شاهدناه في الأمس إنجاز تاريخي على كل الصعد، فها هي الكويت تفتخر بهذا النهج الديمقراطي الذي أثبت للعالم أجمع أن أبناءها يؤمنون بما خطه الآباء والأجداد من رسم لمعالم كويت الحاضر والمستقبل، ولأول مرة نتعامل مع الاستجواب على أنه مادة للبناء ليس من الناحية الرقابية فقط، ولكن لناحية تعزيزه لمفهوم الديمقراطية أيضا.

• الثقة التي حصل عليها سمو رئيس مجلس الوزراء لم تفاجئنا كمتابعين لأداء سموه، فقد قال وفعل، لقد قال لا أجد غضاضة من الاستجواب وسأصعد المنصة احتراما للدستور متحملا لذلك جميع الاستحقاقات والتبعات تجاه هذا القرار.

فشكرا من القلب لسمو الرئيس، وشكرا من القلب للنائب الفاضل فيصل المسلم على تمسكه أيضا بالدستور وعلى رقي طرحه.

• الاستجواب الثاني كان لفاضل صفر ونتيجته تثبت أن المجتهد يلقى الدعم ويلقى التأييد، وبعيداً أيضا عن نتائج الاستجواب فقد كان الدرس للجميع ملخصاً للمثل «لكل مجتهد نصيب»، حيث وضع في أحسن صورة يضرب فيها.

• الاستجواب الثالث استجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الذي استحق أن نحييه عليه لتقبله الاستجواب الثاني على التوالي له مع علمه بتداعيات استجوابه الأول، والتي ترمي بظلالها الثقيل على عاتقه، ومع ذلك صعد المنصة إيمانا منه بالديمقراطية والدستور.

• وأخيرا استجواب النائب الأول الشيخ جابر المبارك الذي لم يقل أهمية عن استجواب سمو الرئيس، وهذه أيضا سابقة أن يستجوب النائب الأول ووزير الدفاع ليس في الكويت فقط، بل في عالمنا العربي، فتحية أيضا لـ«أبوصباح» على انتصاره للكويت وللدستور.

• أخيراً نجحت الديمقراطية الكويتية ونجح الشيخ عبدالله السالم طيب الله ثراه في زراعة الدستور، وها نحن نحصد الثمار.

• قانون الحقوق المدنية للبدون: لقد طال انتظار إنصاف إخوان لنا برفع معاناتهم وإعطائهم حقوقا لهم، وليكن إقرار المجلس لتلك الحقوق إضاءة في طريق الانتصار لكل مظلوم، ولنبدأ بإخواننا البدون.

ودمتم سالمين.