مشروع الجليس للقراءة
في البدء أرسلت لي إيميل يفيد بأن مجلسهم سينعقد لمناقشة روايتي الأخيرة «الثوب»، لتكون بذلك أولى جلساتهم في نادي قراءتهم الوليد، الذي ينعقد بواقع جلسة مناقشة كل أسبوعين. وبقدر فرحي بفكرة ولادة نادٍ جديد للقراءة، ينهض على جهود الشباب الكويتي المتحمس، كنتُ متلهفاً على لقائي بهم. فأنا مغرم ومؤمن بجهود الشباب الثقافية والفنية، وأنا في سعي دائم إلى وصال لا ينقطع بهم وأعمالهم وآمالهم العراض. فهم الرهان الأكبر، وهم الأمل المخبأ لكويت الغد.
«مساء الخير أستاذ طالب، أنا آلاء الياقوت، رئيسة نادي الجليس للقراءة».«هلا يوبا».هكذا رحبت بها، فلقد حملني صوتها لنبرة ابنتي فرح.«هل يناسبك مساء يوم الأربعاء؟».وكان أن انعقد لقاؤنا في مكتبة البابطين، مساء يوم الأربعاء الماضي، الموافق 6 يونيو الجاري. حيث كانت الشابة آلاء باستقبالي، بعينين يشعان بالحماس، وابتسامة طيبة، وكان بصحبتها مجموعة من الأسماء: سجى وسمى المجيبيل، وصالح الرشيدي، وبشاير الوهيب، وطيبة الطويل والسيدة والدتها، وطلال الخضر، وغفران الهدبان، وعبدالرحمن الياقوت.في بداية الجلسة فاجأتني آلاء بأن قدمت لي «برشور» أنيق الإخراج، عن مشروع الجليس، وفوجئت أكثر حين عرفت أن هذا المشروع يضم بين جنباته أكثر من عشرة نوادٍ للقراءة، وأن جميع هذه النوادي تُدار بهمم وطموح شبابي، وأنها تمارس نشاطها في قراءة كتاب بعينه يتم الاتفاق عليه بين أعضاء النادي، ومن ثم الالتقاء حول مناقشته بين الأعضاء أولاً، ومع المؤلف تالياً.إن مشروعاً ثقافياً خاصاً و»غير ربحي»، ينهض على أكتاف وآمال الشباب، إنما يهزّ القلب بفرح غامر. ولقد جاء في أهداف المشروع: - تشجيع الشباب على القراءة والكتابة.- إبراز المثقفين الشباب، ليكونوا نماذج تحفيز لكل الشباب.- تبني أعمال الشباب الفكرية ونشرها وطباعتها وتسويقها في المنطقة العربية.- تبصير الشباب بأهمية الكتابة والقراءة.كما أن المشروع يقدم دورات تدريبية في أكثر من مجال، إضافة إلى تقديم مسابقة لأفضل مقال شبابي على مستوى الكويت.حين فُتح باب مناقشة الرواية، أخرج كل عضو من أعضاء النادي ورقة أو دفتراً وقد دوّن فيه ملاحظاته.وكم كانت تلك الملاحظات مهمة وذكية، وقد أحاطت بأهم منعطفات الرواية، ولم تترك شاردة أو واردة إلا وتطرقت إليها. ولقد غمرتني سعادة كبيرة وأنا أرى الجدية والصدق والاحترام، في كل كلمة تُقال.تحية وتقدير وإعزاز إلى الشباب الرائعين القائمين على هذا مشروع، ودائماً يبقى الأمل الكبير معقودا على هممكم أيها الأحبة.