يتصاعد التوتر في قطاع غزة، بين "حماس" وإسرائيل من جهة، وبين "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى من جهة أخرى، عشية وصول الجنرال الأميركي جيمس جونز مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض إلى الأراضي الفلسطينية، ثم زيارة المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل، في إطار مساعٍ أميركية جديدة لدفع السلام.

Ad

نجا قيادي بارز في "كتائب الناصر صلاح الدين"، الجناح العسكري لـ"لجان المقاومة الشعبية"، من محاولة اغتيال، بعد أن فجر مجهولون أمس، عبوة ناسفة بسيارته في حي الدرج شمالي مدينة غزة، في وقت دعا رئيس حكومة "حماس" في غزة إسماعيل هنية ضمناً الفصائل الفلسطينية الى وقف إطلاق الصواريخ، داعياً الى قطع الطريق على أي عدوان إسرائيلي محتمل.

وقال مسؤولون أمنيون في غزة، إن انفجارا قويا استهدف سيارة القيادي البارز في "كتائب الناصر" أبو معاذ الغصين، وتبين من التحقيقات الأولية ان عبوة ناسفة وضعت في السيارة.

ولم يسفر الانفجار الذي سمع صوته في ارجاء واسعة من المدينة، عن وقوع اصابات او ضحايا في المكان الذي غالبا ما يعج بالمارة والمركبات.

واستنكرت "كتائب الناصر" في بيان تلقت "الجريدة" نسخة منه، الاعتداء الذي تعرضت له سيارة أحد قادتها على أيدي ما أسمتهم "مجموعة من الخارجين على القانون ومثيري الشغب والفتنة"، معلنة في ذات السياق، حال الاستنفار والطوارئ في صفوفها بعد محاولة اغتيال أحد قادتها.

هنية

واستبعد هنية اندلاع حرب إسرائيلية واسعة على قطاع غزة، واضعاً تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة بشن هجوم على غزة في خانة "الحرب النفسية".

وطالب هنية الفصائل الفلسطينية بتكثيف لقاءاتها "من أجل تعزيز التوافق الوطني والعمل بروح مشتركة لحماية الشعب الفلسطيني ومصالحه وقطع الطريق على أي عدوان محتمل"، في اشارة الى وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

"الرباعية"

وعشية وصول مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز الى الأراضي الفلسطينية، بعد أن أجرى محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، عقدت اللجنة الرباعية الدولية أمس اجتماعا في بروكسل على مستوى المبعوثين، للبحث في سبل اعادة اطلاق عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضحت مصادر الاتحاد الاوروبي أن ميتشيل أبلغ الاجتماع موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما من عملية السلام، والجهود التي يبذلها من أجل اعادة اشراك الأطراف المعنية في مساعي دفع عملية السلام.

أبراج إلكترونية

كشفت مصادر مصرية مطلعة لـ"الجريدة"، أن الحكومة المصرية تعتزم إقامة تحصينات جديدة على طول خط الحدود مع قطاع غزة، مشيرة إلى نية السلطات المصرية إنشاء 23 برج مراقبة مطوراً بدلاً من الأبراج الحديدية المنتشرة على خط الحدود، والتي قتل جندي مصري الأسبوع الماضي داخل أحدها على يد قناص فلسطيني.

وأفادت المصادر بأن الأبراج الجديدة ستكون من الأسمنت ذي المواصفات الخاصة، وستزود بزجاج مضاد للرصاص، وستمكن أفراد الحراسة من مراقبة الجهات الأربع والتعامل مع الأهداف التي تشكل خطرا على الحدود المصرية بكل دقة، من خلال تزويد تلك الأبراج بمعدات إلكترونية لتكون شبيهة بالأبراج الإسرائيلية المتطورة على خط الحدود بين مصر وإسرائيل جنوب مدينة رفح.

ومن المقرر أن يبدأ إنشاء الأبراج الجديدة ابتداء من معبر كرم أبوسالم جنوب رفح، حتى ساحل البحر المتوسط شمالا، وبدأت السلطات المصرية منذ قرابة الأسبوعين شحن كميات كبيرة من الأسمنت إلى منطقة الشريط الحدودي.

وأوضحت المصادر أنه سيجري إنشاء 10 أبراج أخرى على طول ساحل البحر المتوسط شمال مدينة رفح بطول 6 كيلومترات، على أن تنتهي بمحاذاة قرية أبوشنار التي كانت تسمى خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة "ياميت"، وستبدأ إحدى شركات المقاولات المصرية المتخصصة الإنشاءات خلال الأيام القليلة المقبلة.

(القدس، بروكسل - أ ف ب، أ ب، كونا، رويترز، د ب أ، يو بي آي)