شعار "كويتي وافتخر" كان عنوان مشروع وطني جديد من نوعه لعرض ابتكارات واكتشافات ومواهب شباب وشابات الديرة لتكون محل اعتزاز وتحت نظر المسؤولين للدفع بها ورعايتها واستغلالها في مرافق الدولة وخدماتها.

Ad

وعلى الرغم من عدم مشاركتي في مثل هذا الملتقىـ فإنني تشرفت بزيارة عدد من المعارض والمناسبات المشابهة سواء للأصحاء أو المعاقين، وبالفعل فإن شباب الكويت لا يقلون عن غيرهم من شعوب العالم محبة لبلدهم وشوقهم للعمل من أجلها وتقديم عصارة فكرهم ومتابعتهم العلمية في إيجاد حلول لمشاكل وتحديات الطبيعة من جهة وأمراض العصر من جهة أخرى.

فعلى سبيل المثال تضم مشاريع الشباب الكويتي أفكاراً جميلة لمعالجة مشكلة الحر والغبار والتوعية والسلامة المرورية وترشيد الماء والكهرباء وتسهيل حياة المعاقين بأفكار تساعد على القراءة ومتابعة الإنترنت ووسائل النقل وغير ذلك من قائمة طويلة جداً من الإبداعات، لكن معظم، إن لم نقل، جميع هذه الابتكارات لا تتعدى الأضواء الإعلامية والإشادات الكلامية أثناء تجول المسؤولين في تلك المعارض والملتقيات لتعود بعدها تلك المواهب إلى الأدراج المغلقة وتقفل أمامها أبواب التسويق والدعم لتنفيذها على أرض الواقع أو تشلها الإجراءات البيروقراطية، ومع ذلك نقول لهذه النخبة الشبابية والمبدعة لا تكلّوا ولا تملوا فما تقدموه يعكس ثقتكم بأنفسهم وغيرتكم على بلدكم، ويجب أن تستمر هذه المسيرة حتى يتحقق حلم الشعار الحقيقي للدولة تحت عنوان "نفتخر بك يا كويتي"!

وحتى موعد تحقيق تلك الأمنية يجب ألا نيأس من الواقع المر لمفهوم "كويتي وأفتخر" الحقيقي وتطبيقاته الكثيرة والمتنوعة.

ومن أمثلة ذلك، كويتي وأفتخر بأن بلدنا من أصغر دول العالم وأغناها وبعد نصف قرن من الاستقلال والعمران يحذر مسؤولونا بأن القطع المبرمج للكهرباء آت لا محالة هذا الصيف أيضاً!

وكويتي وأفتخر بأن أي مشوار بسيارة موديل 2010 لا يستغرق أقل من ساعة من الزمن وفي أي وقت صباحاً وعصراً ومساءً من شدة الازدحام، وكويتي وأفتخر بأنني إذا مرضت لا أترك باباً للواسطة والاستجداء للعلاج بالخارج لأني لا أثق بالخدمة الصحية في بلدي، وكويتي وأفتخر بأن 100 ألف طالب من أبنائنا يدرسون في أكثر من 100 جامعة في العالم معظمها تبيع الشهادات الجامعية في الطب والهندسة والقانون! وكويتي وأفتخر بأنني لا انتظر سوى 17 سنة للحصول على بيت الحكومة ويكون كلفة بناء ذلك البيت بقرض إضافي أسدده على مدى 17 سنة أخرى، وكويتي وأفتخر بأن عشرات الآلاف من أبناء شعبي غيروا أو أضافوا ألقاباً إلى أسمائهم في السنوات القليلة الماضية إما للتوظيف أو الترقية أو الحصول على مناقصات الدولة لأن العائلة والقبيلة والطائفة أصبحت هي السند والملاذ والحظوة وليس المواطنة والاستحقاق.

وكويتي وأفتخر بأن الرياضة عندنا وصلت بها الحال إلى القاع وصرنا نحتفل إذا تعادلنا مع فريق كنا نهزمه بنصف درزن أهداف، وفوق ذلك أوقفت مشاركاتها الخارجية وبدأنا نأكل بعضنا بعضا في الداخل باسم الرياضة، ونضيف إلى الشعر بيتاً بأن مشاركة المرأة الرياضية باتت أزمة سياسية يمكن أن تتحول إلى استجوابات أو ربما حل مجلس الأمة دستورياً أو بشكل غير دستوري! كويتي وأفتخر بأن بلدي يتميز بالمال الكثير السايب وثروات الدولة تحولت إلى سبيل والاختلاسات والهدر والبلع على عينك يا تاجر ويا فقير، وما من أحد من المسؤولين تمت محاسبته أو مقاضاته أو إدانته نتيجة لذلك!

وكويتي وأفتخر بأن آخر إنجازات حكومتنا التاريخية هي قلع الأشجار وهدم حدائق المواطنين المنزلية وتغيير اسم التاكسي إلى سيارة أجرة تحت الطلب، وأخيراً كويتي وأفتخر إذا أثرت أي من هذه المواضيع وانتقدت الوضع العام بشأنها أو أردت أن أحاسب أحداً ثارت عليّ الأقلام وتعالت الأصوات بأنني عنصر تأزيم!