إخناتون ليس النبي موسى ولا فرعون الخروج

نشر في 18-02-2010 | 00:07
آخر تحديث 18-02-2010 | 00:07
No Image Caption
«قنبلة أثرية» تكشف سرّ «المقبرة 55»... وإخناتون والد توت عنخ أمون ونفرتيتي ليست والدته
فجَّر أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر د. زاهي حواس، أمس، قنبلة أثرية من العيار الثقيل عبر كشفه في مؤتمر صحافي في القاهرة أنه بعد تحليل مومياء الفرعون المصري إخناتون تأكدت أبوته للفرعون الشاب توت عنخ أمون، وأنه لم يكن عقيماً، كما أنه ليس النبي موسى أو فرعون الخروج.

وأكد حواس أنه بعد الفحوصات والتحاليل الدقيقة، تمّ التوصل إلى أن صاحب مومياء "المقبرة 55" المنسوبة إلى إخناتون تُوفي وهو في الـ35 من عمره، ولم يكن عمره 23 عاماً كما كان يعتقد البعض، والمفاجأة أن الشفرة الوراثية (الحمض النووي دي إن إيه) قد أثبتت أن هذه المومياء تخص والد الملك توت عنخ أمون، وليست مومياء "سمنخ كارع"، كما كان يعتقد من قبل.

وأوضح حواس أنه بعد البحث العلمي تم التوصل إلى لوحة أثرية منسية من هرموبوليس (الأشمونين) كان قد نشرها العالم الأثري رودر قبل أكثر من خمسين عاماً، تذكر أن "الملك توت عنخ أمون هو ابن إخناتون من صلبه"، وكذلك زوجته عنخ إس إن با آتون ابنة إخناتون من صلبه، التي تصبح بهذا أختاً لزوجها توت لكنها غير شقيقة له، لأنها ابنة نفرتيتي التي لم تلد سوى 6 فتيات ولم تنجب أي ذكور.

وبذلك يكون إخناتون هو صاحب مومياء "المقبرة 55" وهو والد الملك توت وليس أمنحتب الثالث (اعتبره توت "أباً" له في نص منقوش على أسد غرانيتي في المتحف البريطاني كلقب شرفي يطلق على "الجد")، كما أثبت تحليل الشفرة الوراثية أن مومياء الفتاة الصغيرة في "المقبرة 35" هي لوالدة الملك توت، وباعتبار أنه قد تأكد أنها ليست الملكة نفرتيتي، فتكون أم الملك توت هي واحدة من الزوجات الثانويات لأبيه إخناتون وربما كانت كيا.

وأثبت تحليل الحمض النووي لمومياوي يويا وتويو أن مومياء السيدة العجوز في "المقبرة 35" هي لابنتهما الملكة تي جدة الملك توت عنخ أمون وزوجة أمنحتب الثالث.

كما أثبت التحليل أيضاً أن مومياوي الجنينين المحفوظتين بطب قصر العيني هما لابنين من أبناء الملك توت من زوجته وأخته عنخ إس إن با امون، لكنهما تُوفيا قبل ولادتهما فحنّطهما أبوهما ودفنهما معه.

وبهذه الاكتشافات المدوية قد تطوى إحدى أكثر الصفحات غموضاً وتشويقاً في التاريخ المصري القديم، وقد ينفتح باب أكبر من الجدل والخلاف بشأن هذه النتائج.

وكانت قد ثارت تكهنات كثيرة بسبب قلة المعلومات الأثرية عن علاقات فراعنة تلك المرحلة الأسرية، وعدم معرفة أماكن مومياوات أغلبهم، وبالتالي غموض ملابسات الوفاة وظروف انتقال العرش، حتى ان الشطط قد أخذ البعض فاعتبروا أن إخناتون هو نبي الله موسى، وفسّروا اختفاء موميائه على أن صاحبها كان على عقيدة التوحيد السماوي التي ترفض فكرة التحنيط، بل واعتبره آخرون فرعون الخروج الذي تبع موسى وقومه فأغرقه الله في البحر عند انطباقه عليه فاختفى جثمانه. وآخرون اعتبروه "ذا القرنين" أو "مؤمن آل فرعون" الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ليحذره من تآمر القوم عليه، حتى جاءت اكتشافات حواس المدعومة بدراسات علمية دقيقة وفحوصات مصرية ـ ألمانية لتُسكت كل تلك الخرافات.

وكانت "الجريدة" قد انفردت بنشر تقرير مفصّل في عددها الصادر بتاريخ 5/11/2009 بعنوان "إخناتون ليس مخنثاً وليس نبياً"، عندما انتظر د. حواس المقال العلمي عن هذه الاكتشافات مع العلماء والأثريين والتي أُرسلت إلى مجلة علمية متخصصة تعرف باسم "غاما"، إذ وافقت المجلة على النتائج العلمية التي توصّل إليها الفريق العلمي المصري.

back to top