ضمن النشاط الثقافي، عقد ملتقى الثلاثاء ندوة بعنوان "مستشرقون في علم الآثار: كيف قرأوا التاريخ وكتبوا الألواح"، تحدث خلالها الشاعر والباحث محمد الأسعد وأدار الجلسة د. عبدالمنعم الباز.
قدم الأسعد معلومات موثقة مدعمة بدراسات أثرية لعلماء أجانب، تؤكد التباس بعض المعلومات التاريخية في الذهنية العربية، مسلطاً الضوء على علاقة الاستشراق بالاستعمار.وأكد الأسعد أهمية البحث في نتاج المستشرقين الذين أرّخوا للمكتشفات الأثرية في الوطن العربي، مشيراً إلى ضرورة عدم اعتماد المعلومات التي تقدمها هذه الشريحة على أنها حقائق لا تخضع للمناقشة والدراسة، إذ يرى أن ثمة ظروفا معينة تدفع هؤلاء الباحثين إلى تأريخ المكتشفات الأثرية وفقاً لمرجعياتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية، معتبراً تصنيف الإرث الأثري وتحديد انتمائه ليسا وقائع تاريخية، إنما مجرد تخيلات مصدرها المخيلة الخصبة والأفكار المسبقة.وأشار الأسعد إلى أن النص التوراتي لعب الدور الأكبر في إنتاج ماضي بلادنا العربية، فوضع تاريخه ولغاته وفنونه والمكتشفات الأثرية في سياقات غريبة لا تنتمي إلينا، بقدر ما تنتمي إلى صورة متخيلة مستمدة من المرويات التوراتية، مؤكداً أن علم الآثار التوراتي يصعب المساس بنتائجه، أو التشكيك بما يقدم من روايات ربما تكون غير متطابقة مع العقل والمنطق.كما تحدث عن انكار المستشرق الغربي حضارة العرب، مؤكداً أن المستشرقين الذين جاؤوا إلى البلدان العربية لدراسة الآثار، كانوا يأتون ولديهم قناعات كثيرة ورغبات فردية وجماعية بأن هذه المكتشفات لا تنتمي إلى الشعب العربي، إنما تنتمي إلى شعوب أخرى غير عربية.كما أكد أن الآثار تعرضت لعمليات تزوير وتلفيق من قبل عصابة تشكلت بهدف سرقة هذا الإرث الثقافي الضخم، مبيناً أن بعض القطع الأثرية الموجودة في إسرائيل مزورة، وليست لها أي علاقة بالتاريخ إنها مجرد منحوتات وتماثيل مزورة، ويرى أن عمليات التنقيب التي جرت في فلسطين كانت تسعى إلى ترسيخ مفاهيم لخدمة قضايا إسرائيلية معينة، مؤكداً تدفق البعثات الغربية على الأرض الفلسطينية في أعقاب الاحتلال العسكري البريطاني لفلسطين في عام 1917 من كل حدب وصوب، أميركية وبريطانية وفرنسية وألمانية. وضمت المدرسة الأميركية للدراسات الشرقية وحدها ثماني جماعات لاهوتية بارزة، ما بين بروتستانتية ويهودية وكاثوليكية، وفي هذه المدرسة التي نشأت في القدس منذ عام 1900 كونت مجموعة من رجال اللاهوت، وتركز اهتمام هذه البعثات الأثرية على ما يسمونها الخلفية التاريخية للتوراة.وأوضح الأسعد أن كتاب "مستشرقون في علم الآثار" انطلق من فكرة بسيطة قرأها في أحد اصدارات الكاتب ادوارد سعيد، مبيناً أن الكتاب يتضمن فصولا تحاول تبديد الأوهام الراسخة في أذهان الناس، متناولاً في أحد فصول الكتاب قضية مهمة تتمحور حول المشكلة التوراتية التي أشارت إلى وجود تطابق بين الثقافة والآثار الفلسطينية والتوراتية، كما استعرض أربعة نماذج لعلماء آثار أجانب في بلدان عربية هي فلسطين والعراق وسورية. وتحدث الأسعد عن علاقة علم الآثار والجاسوسية بقوله: "معظم الجواسيس كانوا علماء آثار ومنقبين، تبدو العلاقة واضحة لكن يجري طمسها بالنسبة لنا تحت أي شكل من الأشكال، أما الآن فالمستشرقون يشتغلون مع الجيش".
توابل
محمد الأسعد: الآثار العربية تعرضت لعمليات تزوير وتلفيق
11-02-2010