«يتيح لقاؤنا هذا فرصة لتدارس تلك التطورات، والبحث في السبل الكفيلة لتمكيننا من مواجهة تداعياتها للنهوض بعملنا العربي المشترك، بما يحقق تطلعات وآمال أبناء أمتنا العربية في حفظ أمنها، وتحقيق رخائها واستمرار تقدمها وازدهارها... وإن شعوبنا تنتظر منا تحويل قراراتنا إلى واقع ملموس». من كلمات صاحب السمو في «قمة سرت» حول إصلاح العمل العربي المشترك، وتطوير الموارد البشرية، فجاءت كلمات سموه داعمة لتنمية القدرات والطاقات: «إن بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته هما أحد أهم السبل الكفيلة بتحقيق النهوض الحضاري والإنساني المنشود، فالإنسان هو صانع الحضارات، والنواة الأولى لرقي المجتمعات، وعليه فإننا مدعوون للارتقاء وتطوير مستوى الإنسان العربي».

Ad

لم أشعر بأهمية القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت مثلما شعرت وأنا أتابع قمة سرت التي عقدت قبل عدة أيام في ليبيا، وذلك لتطرق العديد من المحللين السياسيين إلى غياب المحاور الاقتصادية والتنموية، فعادت بي الذاكرة إلى القمة التي عقدت في الكويت في العام الماضي، نتاجا لمبادرة كويتية-مصرية أكدت العلاقة بين الأمان والسلم الاجتماعي العربي، محاولة الاقتراب من تطلعات المواطن العربي بقضايا تنموية خاصة بتطوير الموارد البشرية، والتنمية الزراعية والأمن الغذائي والصناعي بالإضافة إلى الطاقة والنقل والأمن المائي.

وعودة إلى ليبيا، فقد انصب اهتمام القادة هذا العام حول تقييم نظام الجامعة والحاجة إلى إصلاحه، بالإضافة إلى التضامن مع قضية العرب «القدس»، وجاءت كلمة صاحب السمو هذا العام منسجمة مع الحاجة إلى تقييم العمل العربي، وتنقية العلاقات التي تجمع الدول العربية من الشوائب، حيث تحدث سموه عن البعد التنموي الذي جاءت به قمة الكويت الاقتصادية، بالإضافة إلى الدور الكويتي في توفير موارد مالية لتمويل ودعم مشاريع القطاع الخاص ودعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة عبر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي.

وساند سموه قضايا دعم الأمن والاستقرار للمناطق الحدودية بشكل عام والحدود اليمنية والسعودية بشكل خاص، مع الحرص على استقرار اليمن والتضامن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في دفاعها عن أراضيها.

وتناولت الكلمة نجاح العملية الانتخابية في العراق وأهميه وضع حد لأعمال العنف، أما عن قضية فلسطين فقد وجه سموه دعوة إلى الأطراف الدولية الفاعلة واللجنة الرباعية بتحمل المسؤولية والعمل على وقف الأنشطة الاستيطانية، وعدم السماح لإسرائيل بالمساس بالقدس، لافتا النظر إلى أهمية وحدة الفصائل الفلسطينية.

إلى جانب الإشادة بالدور القطري في الملف السوداني التشادي، وقضايا كثيرة حملتها كلمة الكويت هذا العام وقضايا أكثر حملها البيان الختامي للقمة، ويظل السؤال حول أسباب غياب إدارة الجامعة عن جهود التنسيق والمتابعة للقضايا العربية، وتبقى الأمنيات حول استحداث آلية لاحتواء الخلاف حول القضايا المصيرية.

ولا نملك إلا أن نستغرب تعثر جهود الجامعة في احتواء الأزمات، وافتقارها إلى التخطيط الاستراتيجي السليم وأساليب الإدارة الدبلوماسية الفاعلة.

كلمة أخيرة: انتهى استجواب وزير الإعلام تاركا خلافا برلمانيا حادا بين الكتل، نتمنى انتقال جهود التواصل والمصالحة التي تمت بين الحكومة وأعضاء البرلمان، إلى أعضاء البرلمان أنفسهم.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة