انتحار شاب وفتاة... من أعلى برجين في غزة
لقي شاب فلسطيني في العشرينيات من عمره، امس الثلاثاء، حتفه بعد ان القى بنفسه من اعلى برج "الاندلس" شمال مدينة غزة، وذلك بعد ساعات معدودة من القاء فتاة نفسها من اعلى برج "الفرا" في مدينة خان يونس جنوب القطاع.وفتحت الشرطة التابعة لحكومة حماس تحقيقا في حادثتي الانتحار المتشابهتين في الطريقة والمنفصلتين في المكان، كما دفعت الحادثتين الاذاعات المحلية الى استضافة اختصاصيين نفسيين، ورجال دين لمناقشة ظاهرة الانتحار.
وسجلت المجمعات الطبية في الجيب الساحلي الصغير، خلال الآونة الاخيرة تزايدا في عدد محاولات الانتحار، البعض منها ينجح الاطباء في معالجته، والبعض الآخر يصل جثة هامدة. ولا يوجد نص قانوني في الدستور المعمول به في الاراضي الفلسطينية، يعاقب من يحاول الشروع في الانتحار، بينما يعاقب القانون الاشخاص الذين يساعدون على الانتحار. ويسرد الغزيون في مجالسهم الكثير من القصص عن شباب انهوا حياتهم تحت مشنقة اعدتها ايديهم، بسبب ضغوط نفسية واقتصادية، وفتيات قذفن بأنفسهن من طوابق مرتفعة، وأخريات ودعن الحياة بشرب كميات كبيرة من الادوية، او السموم.ويشير اختصاصيون نفسيون الى عوامل عدة تدفع الشباب والفتيات إلى الاقدام على اتخاذ القرار الاخير بالانتحار، منها الاوضاع الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية الناجمة عن الفقر، واخرى تتعلق بالحب والغرام، وتقول الاختصاصية النفسية عائشة محمود لـ"الجريدة" إن ظاهرة الانتحار غريبة على المجتمع الغزي الذي تطغى العادات والتقاليد على سلوك وتصرفات افراده، مشيرة الى ان الاقدام على انهاء الحياة هي طريقة البعض للتخلص من المشكلات التي تواجهه.وتعد نسبة الاناث اكثر من الذكور في ظاهرة الانتحار، اذ تعزو محمود، ذلك إلى اسباب تتعلق بالعنف والاضطهاد الذي تعانيه شريحة كبيرة من النساء سواء من افراد عائلتها او زوجها، موضحة في ذات السياق ان النساء يجدن في العقاقير والسموم الطريقة الاسهل للانتحار.وتطرق اختصاصيون نفسيون في غزة الى مشاهد التلفزة وطرق الانتحار التي تعرض عبر المسلسلات والافلام، والتي تدفع الكثير من المراهقين إلى تقليدها، مبينين ان القلق والكآبة وعدم الاستقرار الاسري من عوامل الانتحار.